والذي قتل عمار بن ياسر هو أبو الغادية وقد قيل أنه من أهل بيعة الرضوان ذكر ذلك ابن حزم فنحن نشهد لعمار بالجنة ولقاتله إن كان من أهل بيعة الرضوان بالجنة.
منهاج السنة النبوية ج: 6 ص: 205
وكان على الكاتب من باب المانة العلمية أن ينقل تعليق الحافظ ابن حجر على قول ذلك الراوي:
"والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى"
الإصابة ج: 7 ص: 312
فهؤلاء الأئمة ممن لا بصيرة لهم عند الكاتب على حد قوله:
"إن الذي يسوي بين عمار بن ياسر وبين قاتله أبي الغادية الجهني في العدالة وفي الاجتهاد المأجور صاحبه سواء أخطأ أم أصاب .. لهو ممن لا بصيرة لهم."
ومن الأحكامه التاريخية التي جانب فيها العدل أو العلم.
نفيه لابن سبإ وتشكيكه في وجوده والحق أن ابن سبإ حقيقة لم يشكك فيها إلا بعض المستشرقين، ومن تتلمذ عليهم من زنادقة العرب وبعض ملا حدة الشيعة المعاصرين، بغير برهان أتوا به إلا اتباع الهوى وتشكيك في مصادر التاريخ الإسلامي.فابن سبإ ذكرته جميع المصادر الإسلامية من تاريخية وأدبية وكتب المقالات تغص بأقواله وأقوال أتباعه من الفرقة السبإية، وهو مذكو في كتب الأنساب.
وقد رد عليهم افتراؤهم هذا المحققون من العلماء المعاصرين بالحجة والبرهان.
وسنقف هنا وقو قفة متأنية نبين فيها من هو عبد الله بن سبإ وهل، هو حقيقة أم خيال، ومن أثبت حقيقته، ومن أول من نفا وجوده وما حجته، و هل هي حجة ناهضة أم داحضة، وأطلب من أخي القارئ شيئا من الصبر وتيقظ، والملاحظة، وعدم العجلة وأخذ الأمور بجد وحزم لا بعجلة وطيش.
من هو عبد الله بن سبأ
هو عبد الله بن وهب السبئي اليهودي.
ومعظم أهل العلم ينسبون ابن سبأ من جهة أبيه إلىسبأ، فيقولون: (عبد الله بن سبأ)، ومن هؤلاء البلاذري في أنساب الأشراف (3/ 382) ابن قتيبة في المعارف (ص 622) و الطبري في التاريخ (4/ 340) وأبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين (1/ 86)، والشهرستاني في الملل والنحل (1/ 174)، والذهبي في الميزإن (2/ 426) وابن حجر في لسان الميزان (3/ 290)، وابن عبد ربه في العقد الفريد (2/ 405) و شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28/ 483)، وابن حبان في المجروحين (2/ 253) والجوزجاني في أحوال الرجال (ص38) و المقدسي في البدء والتاريخ (5/ 129) والخوارزمي في مفاتيح العلوم (ص 22) وابن حزم في الفصل في الملل والنحل (4/ 186) و الأسفرايني في التبصرة في الدين (ص 108) وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 3)، والسمعاني في الأنساب (7/ 24) و ابن الأثير في اللّباب (2/ 98)، و غيرهم الكثير. و من الرافضة: الناشئ الأكبر في مسائل الإمامة (ص 22 - 23)، و الأشعري القمي في المقالات والفرق (ص 20) و النوبختي في فرق الشيعة (ص 22).
وبعض أهل العلم ينسبونه إلى أمه.
أما نسب ابن سبأ (لأمه) فهو من أم حبشية، كما عند الطبري في التاريخ (4/ 326 - 327) و ابن حبيب في المحبر (ص 308)، و لذلك فكثيراً ما يطلق عليه (ابن السوداء) ففي البيان والتبيين (3/ 81): ( ... فلقيني ابن السوداء) و في تاريخ الطبري (4/ 326): (و نزل ابن السوداء على حكيم بن جبلة في البصرة)، وفي تاريخ الإسلام للذهبي (2/ 122): (ولما خرج ابن السوداء إلى مصر)، و هم بهذا يتحدثون عن عبد الله بن سبأ، و لذلك قال المقريزي في الخطط (2/ 356): (عبد الله بن وهب بن سبأ المعروف بابن السوداء)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 8) من قول علي رضي الله عنه: (من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن السوداء). و مثل هذا كثير ...
ولهذا كان ابن سبأ أسود اللون أخذ السواد عن أمه.
¥