تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: فحرصه على تحصيل العلم وولوعه به هو الذي كان يحمله على أن يقصد كل من عرف بالعلم مهما كان مذهبه وعقيدته، وكان الحنابلة إذ ذاك يخافون عليه بحق أن يقع في البدعة، وإذ كانت نهمته تضطره إلى الانطلاق في مخالفتهم، وغيرتهم تضطرهم إلى المبالغة في كفة؛ بلغ الأمر إلى الإيذاء وكان وهو حنبلي لا يرجو من غيرهم أن يعطف عليه ويحميه وينتصر له، فاحتاج أن يتحول إلى مذهب الشافعي ليحميه الشافعيون ولا يعارضوه في الاختلاف إلى من شاء من أهل العلم مهما كان مذهبه وعقيدته؛ لأن الشافعية لم يكونوا يضيقون في ذلك مع أنهم إنما استفادوا الخطيب فهم أشد مسامحة له .. ) اهـ من التنكيل.

==========

قد يقول قائل: إذا ثبت أن الخطيب لم يكن من أهل التأويل؛ فلعله كان من أهل " التفويض " المبتدع الذي وقع فيه بعض الأشاعرة؛ ولذلك قيل عنه ما قيل.

فيقال: رسالته في الصفات تشهد عباراتها أنه رحمه الله على مذهب السلف الذين لايتأولون، ولا يُفوضون المعنى؛ بل يؤمنون بحقائق الصفات ومعانيها، ويفوضون كيفياتها.

قال رحمه الله تعالى في رسالته:

(أما الكلام في الصفات؛ فإن ما روي منها في السنن الصحاح؛ مذهب السلف رضوان الله عليهم إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها. وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه. وحققها من المثبتين قوم فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف. والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه.

والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله. فإذا كان معلوماً أن إثبات رب العالمين عز وجل إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف.

فإذا قلنا: لله تعالى يد، وسمع، وبصر؛ فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول: إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار التي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها؛ لقوله تبارك وتعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقوله عز وجل (ولم يكن له كفواً أحد)).اهـ

==========

يقول الدكتور عبدالعزيز السعيد في مقدمة تحقيقه لكتاب الخطيب " القول في علم النجوم ": (إن عقيدة الخطيب البغدادي – رحمه الله تعالى – هي عقيدة أهل السنة والجماعة، ولم يُعرف عنه مخالفة لها؛ غير أن بعض العلماء قد نسبه إلى الأشعري .. (ثم ذكر قول الكتاني الذي اعتمد عليه محمود وعقب عليه موضحًا سبب هذا الخطأ) .. وقد ظن بعض المتأخرين أن عقيدة السلف هي عقيدة التفويض، ولما كانت عقيدة التفويض تُحكى عن أبي الحسن، ورأوا أن أباالحسن يذكر في كتبه أنه على عقيدة أحمد بن حنبل؛ ظنوا أن عقيدة أحمد وغيره من السلف هي هذه العقيدة الفاسدة، ومن ثَمّ نسب بعضهم الخطيب إلى أبي الحسن باعتبار عقيدة التفويض).

ثم ذكر كلام الخطيب السابق في الصفات وقال بعده: (فهذه عقيدة هذا الإمام في صفات رب العالمين، فكيف يُقال إنه على مذهب الأشعري؟!). اهـ (ص 36 – 44).

==========

وقال الأستاذ عبدالله الجديع في تحقيقه لرسالة الخطيب في الصفات قائلا عنها أنها: (تُثبت كون الحافظ الخطيب على اعتقاد السلف أهل السنة والحديث، لا كما زعم بعضهم فألحقه بأصحاب الأشعري. وإن كان قوله في الإثبات إجمالا يوافق قول الأشعري في الإبانة حيث جرى فيها على ذلك؛ فهذا لا يصلح أن يكون حجة على إلحاقه به، فالإثبات مذهب السلف قبل وجود الأشعري، والخطيب إمام مذهب أهل الحديث في وقته، فإلحاقه بهم هو الواجب الذي لاينبغي سواه). اهـ (مجلة الحكمة، العدد الأول، ص 290). وانظر أيضًا: تحقيق الشيخ جمال عزون للرسالة مع تقديم الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله -. ومقدمة الدكتور محمد مطر الزهراني لكتاب " الفصل للوصل .. " للخطيب (1/ 39).

ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 12:26 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 12:43 م]ـ

بارك الله فيك يا شيخ سليمان على هذا المقال المليء بالفوائد , ولدي سؤال ...

من هو أبا الحسن صاحب مذهب التفويض وهل هو مؤسس هذا المذهب , وهل هذا المذهب فيه اعتقادات كفرية , ام هو مذهب مبتدع فقط؟

وشكرا

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[30 - 03 - 07, 02:07 ص]ـ

شفاك الله وعافاك من كل سوء يا شيخ سليمان

ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:20 ص]ـ

جزاك الله خير شيخنا سليمان الخراشي فلقد ألقمته حجرا

ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 09:12 م]ـ

بارك الله فيكم شيخنا سليمان أمتعكم الله بالصحة والعافية لو عدلت المبتدع الهارب إلى الهاوي لكان أدق.

لأن الذي يكتب مجلدات ضخام في الطعن في أئمة السنة فليس بهارب فهو هاو.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير