تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الخطابي رحمه الله في كتاب ((العزلة)) (23): ((أما ما شجر بين الصحابة من الأمور وحدث في زمانهم من اختلاف الآراء: فإنه باب كلما قل التسرع فيه والبحث عنه كان أولى بنا وأسلم لنا، ومما يجب علينا أن نعتقد في أمرهم أنهم كانوا أئمة علماء قد اجتهدوا في طلب الحق وتحروا جهته وتوخوا قصده، فالمصيب منهم مأجور والمخطيء معذور وقد تعلق كل منهم بحجة وفزع إلى عذر والمقايسة عليهم والمباحثة عنهم اقتحام فيما لا يعنينا والله تعالى يغفر لنا ولهم برحمته، وليس التهاجر منهم والتصارم بأكثر من التقاتل في الحروب والتواجه بالسيوف ولا أعجب من التباهل فيما شجر بينهم من الاختلاف والتنازع في التأويل، وكل منهم في ذلك مأجور على قدر اجتهاده في طلب الحق وحسن نيته والله يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ونسأله أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنه رءوف رحيم.

فأما من بعد الصحابة من التابعين ومن وراءهم من طبقات المتأخرين: فلنا مناظرتهم في مذاهبهم وموافقتهم عليها والكشف عن حججهم .. )) إلخ.

ويقول ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة النبوية)) (4/ 311): ((والكلام بلا علم حرامٌ؛ فلهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيرًا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال؛ إِذْ كان كثير من الخوض في ذلك أو أكثره كلامًا بلا علمٍ، وهذا حرام لو لم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم، فكيف إذا كان كلامًا بهوى يطلب فيه دفع الحق المعلوم)).

ويقول ابن تيمية في موضع آخر من نفس الكتاب (4/ 448): ((ولهذا كان من مذاهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة؛ فإنه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم، وما وقع: منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبه منه، ومنه ما يكن مغفورًا، فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضًا وذمًّا، ويكون هو في ذلك مخطئًا؛ بل عاصيًا، فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك، كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك فإنهم تكلموا بكلامٍ لا يحبه الله ولا رسوله، إما من ذم من لا يستحق الذم، وإما من مدح أمور لا تستحق المدح؛ ولهذا كان الإمساك طريقة أفاضل السلف)).

وفي كلامٍ له يقول الذهبي في ((السير)) (10/ 92): (( .. كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه؛ لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى)).

ولذا رأينا الخطيب البغدادي رحمه الله يجعل هذا أصلاً من الأصول اللازمة للْمَحَدِّث؛ فقال الخطيب في كتابه ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1356) وهو يُعَدِّد ما ينبغي على الْمُحَدِّث: ((وليجتنب المحدث رواية ما شجر بين الصحابة ويمسك عن ذكر الحوادث التي كانت منهم ويعم جميعهم بالصلاة عليهم والاستغفار لهم)).

وقد أنكر العلماء على تعرّضَ لهذا الباب في مصنفاته؛ ومن ذلك: قول السخاوي في ((فتح المغيث)) (3/ص92) وهو يُعَدِّد من صنف في الصحابة: ((وكأبي عمر بن عبد البر في الاستيعاب وهو كما قال النووي من أحسنها وأكثرها فوائد لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباريين)).

وكلام النووي المذكور موجودٌ في ((التقريب)) له، وتبعًا له السيوطي في ((تدريب الراوي)) (2/ 207): ((ومن أحسنها وأكثرها فوائد الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباريين)) قال السيوطي مُعَلِّقًا: ((والغالب عليهم الإكثار والتخليط فيما يروونه)).

وقد عاب ابنُ الصلاح وغيره ذلك أيضًا على ابن عبد البر رحمه الله تعالى [وانظر على سبيل المثال: كشف الظنون 2/ 1103].

بل كان بعضهم ينص على ذلك صراحة في مقدمة المصنفات؛ بل حتى بعض المرقة الهلكة السابقين للصوفية والحلولية وغيرهم؛ ربما نصّ على ذلك أيضًا، وامتدَحَ كتابه بهذا كما في مقدمة ((محاضرة الأبرار)) للمارق الهالك ابن عربي حيث قال: ((وكذلك سكت أيضا في كتابي هذا عما شجر بين الصحابة رضى الله تعالى عنهم لما يتطرق للنفوس الضعيفة وأهل الأهواء)) [نقلاً عن كشف الظنون: 2/ 1610].

ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:20 ص]ـ

وهذا استفسار ظهر لي بحق ولا أقوله والله استهزاء ولا غيره.

لكنني استغربت بحق: لماذا اختار الغماري وأسلافه الكلب والخنزير آلهة لهم؟

لما لم يأخذوا شيئًا من البقر أو الغنم أو نحو هذه الحيوانات النظيفة؟

وهل الهنود أرقى في الذوق الكفري من الغماري حين عبدوا البقرة مثلاً.

بحق أرجو مشايخنا الكرام التفضل بالرد على هذا الاستفسار عن سر هذا الاختيار الغريب للغماري وأسلافه.

هل لأن النصاري يعظمون الخنزير مثلاً ويذبحونه ويأكلونه؛ فشابهم الغماري في تعظيم الخنزير وزاد عليهم هو وأسلافه فعبدوه؟

أم في الخنزير ما لا أعلمه من الفوائد؟

أم إمعانًا في الكفر والمخالفة لله سبحانه وتعالى الذي حرم الخنزير؟

أفتوني مأجورين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير