تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:14 ص]ـ

الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاح الفاضل هشام بن سعد حفظه الله تعالى:

قولك (من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات)

بل القاعدة على العكس من ذلك أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء كما ذكر ذلك شيخ عبد السعدى رحمه الله تعالى، وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فى القواعد المثلى القاعدة الثانية فى الصفات واليك اخى الحبيب النقل من المُجلى د/ كاملة الكوارى حفظها الله تعالى:

(المتن)

القاعدة الثانية

باب الصفات أوسع من باب الأسماء

وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (1) [لقمان: 27] 0

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

(الشرح)

(1) قال السعدي في تفسيره (4/ 114):

{ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام} يكتب بها {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} مداداً يستمد بها، لتكسرت تلك الأقلام ولفنى ذلك المداد و {ما نفدت كلمات الله} وهذا ليس مبالغة لا حقيقة له بل لما علم تبارك وتعالى ان العقول تتقاصر عن الإحاطة ببعض صفاته وعلم تعالى أن معرفته لعباده أفضل نعمة أنعم بها عليهم، وأجل منقبة حصلوها وهى لا تمكن على وجهها ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله فنبههم تعالى على بعضها تنبيهاً تستنير به قلوبهم، وتنشرح له صدورهم ويستدلون بما وصلوا إليه إلى ما لم يصلوا إليه ويقولون كما قال أفضلهم وأعلمهم بربه: " لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وإلا فالأمر أجل من ذلك وأعظم 0 وهذا التمثيل من باب تقريب المعنى الذي لا يطاق الوصول به إلى الأفهام والأذهان وإلا فالأشجار وإن تضاعفت على ما ذكر أضعافاً كثيرة والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة فإنه يتصور نفادها وانقضاؤها لكونها مخلوقة 0

وأما كلام الله تعالى، فلا يتصور نفاده بل دلنا الدليل الشرعي والعقلي على أنه لا نفاد له ولا منتهى فكل شيء ينتهي إلا الباري وصفاته: {وأن إلى ربك المنتهى} وإذا تصور العقل حقيقة أوليته تعالى وآخريته وأن كل ما فرضه الذهن من الأزمان السابقة مهما تسلسل الفرض والتقدير فهو تعالى قبل ذلك إلى غير نهاية وأنه مهما فرض الذهن والعقل من الأزمان المتأخرة وتسلسل الفرض والتقدير وساعد على ذلك من ساعد بقلبه ولسانه فالله تعالى بعد ذلك إلى غير غاية ولا نهاية والله في جميع الأوقات يحكم ويتكلم ويقول ويفعل كيف أراد وإذا أراد لا مانع له من شيء من أقواله وأفعاله فإذا تصور العقل ذلك عرف أن المثل الذي ضربه الله لكلامه ليدرك العباد شيئاً منه وإلا فالأمر أعظم وأجل ا0هـ

(المتن)

ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجيء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش (1) إلى غير ذلك من الصفات (2) التي لا تحصى كما قال تعالى: {وجاء ربك} (3) [الفجر: 22] وقال: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (4) [البقرة: 210] وقال: {فأخذهم (5) الله بذنوبهم} [آل عمران: 11] وقال: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} (6) [الحج: 65] وقال: {إن بطش ربك لشديد} (7) [البروج: 12]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

(الشرح)

(1) الصفات التي ذكرها المؤلف صفات فعلية

(2) ذكر المؤلف في الأمثلة الصفات الفعلية إلا مثالاً واحداً فقد أتى بالصفة الذاتية الفعلية وهي الإرادة في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) فأصل صفة الإرادة ذاتية فعلية لكن الآية التي استشهد بها هي الإرادة التي ترادف المحبة فتكون هي صفة فعلية أيضاً.

قال الشيخ خليل بن هراس في كتابه ابن تيمية السلفي ص126:

فكلامه قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك ا0هـ

وقال في ص111:

ومن الصفات ما هي قديم الجنس ولكن تحدث في ذاته تعالى آحاده وذلك مثل العلم والإرادة والكلام ا0هـ

وقال خالد بن نور في منهج أهل السنة (2/ 510):

أهل السنة يثبتون إرادة أزلية ذاتية وإرادات مستقبلية فعليه ا0هـ

(3) الشاهد: إثبات المجيء.

(4) الشاهد: إثبات الإتيان 0

(5) الشاهد إثبات الأخذ 0

(6) الشاهد إثبات الإمساك 0

(7) الشاهد إثبات البطش 0

ملاحظة: هذه الصفة لم يذكرها الشيخ علوي السقاف في كتابه الجامع لصفات الله حيث ذكر في المقدمة ص 12 أنه احصى جميع الصفات الفعلية، فتكون هذه الصفة مما يستدرك على كتابه 0

وقد ذكر هذه الصفة د 0 مروان القيسي في كتابه معالم التوحيد ص 167.

(المتن)

وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (1) [البقرة: 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " (2)

فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه: الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به (3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الشرح)

(1) الشاهد إثبات صفة الإرادة وهي الإرادة الشرعية الدينية لأنها مرادفة للمحبة،

انظر الروضة الندية شرح الواسطية لزيد بن فياض ص 80.

(2) الحديث في الصحيحين كما في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 78)، والجمع بين الصحيحين لأبي حفص الموصلي (1/ 290)، وجامع الأصول لابن الأثير (4/ 138).

(3) وقد سبق أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء فالله لا نسميه بالمريد لكن نخبر عنه أنه يريد وكذا الإخبار عنه بالصانع والقديم 0

وانظر مدارج السالكين (3/ 415) 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير