تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنما بينت ان عين تأويلاتهم هى عين تأويلات بشر المريسى ويدل على ذلك كتاب الرد الذى صنفه عثمان بن سعيد الدارمى أحد الأئمة المشاهير فى زمان البخارى صنف كتابا سماه رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله فى التوحيد حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المريسى بكلام يقتضى أن المريسى أقعد بها وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت اليهم من جهته وجهة غيره ثم رد ذلك عثمان ابن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكى علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم،ثم إذا رأى الأئمة أئمة الهدى قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم

كفروهم أو ضللوهم وعلم أن هذا القول السارى فى هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسى تبين الهدى لمن يريد الله هدايته ولا حول ولا قوة الا بالله والفتوى لا تحتمل البسط فى هذا الباب وانما اشير اشارة الى مبادىء الامور والعاقل يسير وينظر وكلام السلف فى هذا الباب موجود فى كتب كثيرة لا يمكن أن نذكر ههنا الا قليلا منه مثل كتاب السنن للالكائى والابانة لابن بطة والسنة لأبى ذر الهروى والأصول لأبى عمرو الطلمنكى وكلام أبى عمر بن عبدالبر والأسماء والصفات للبيهقى وقبل ذلك السنة للطبرانى ولابى الشيخ الاصبهانى ولأبى عبدالله بن منده ولأبى أحمد العسال الأصبهانيين وقبل ذلك السنة للخلال والتوحيد لابن خزيمة وكلام أبى العباس بن سريج والرد على الجهمية لجماعة مثل البخارى وشيخه عبدالله بن محمد بن عبدالله الجعفى وقبل ذلك السنة لعبدالله بن أحمد والسنة لأبى بكر بن الأثرم والسنة لحنبل وللمروزى ولأبى داود السجستانى ولابن أبى شيبة والسنة لأبى بكر بن أبى عاصم وكتاب خلق أفعال العباد للبخارى وكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمى وغيرهم وكلام أبى العباس عبدالعزيز المكى صاحب الحيدة فى الرد على الجهمية وكلام نعيم بن حماد الخزاعى وكلام غيرهم وكلام الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ويحيى بن سعيد ويحيى بن يحيى النيسابورى وأمثالهم وقبل لعبدالله بن المبارك وأمثاله وأشياء كثيرة

وعندنا من الدلائل السمعية والعقلية ما لا يتسع هذا الموضع لذكره

وأنا اعلم أن المتكلمين النفاة لهم شبهات موجودة ولكن لا يمكن ذكرها فى الفتوى فمن نظر فيها وأراد ابانة ما ذكروه من الشبه فانه يسير

فإذا كان أصل هذه المقالة مقالة التعطيل والتأويل مأخوذا عن تلامذة المشركين والصابئين واليهود فكيف تطيب نفس مؤمن بل نفس عاقل أن يأخذ سبيل هؤلاء المغضوب عليهم أو الضالين ويدع سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

فصل ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث

قال الإمام أحمد رضى الله عنه لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث

ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجى بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق فى بيان العلم وأفصح الخلق فى البيان والتعريف والدلالة والإرشاد

وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شىء لا فى نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا فى أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله افعال حقيقة فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله وكل ما اوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فانه سبحانه مستحق للكمال الذى لا غاية فوقه ويمتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم ولافتقار المحدث الى محدث ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ا. هـ

اذاً مقصود شيخ الاسلام كما سبق هو المفاصلة بين ما عليه السلف و بين المتكلمين اياً ما كانوا لا ان الشيخ رحمه يقول ان الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن تبعهم يصفون الله عزوجل بصفات من عندى انفسهم بل هم متبعون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للكتاب والسنة، لا كغيرهم من اصحاب الاهواءالذين يقولون على الله بغير علم.

والله اعلم

اما الكلام على الحد والجهة وغيرها فسوف نوضح فيه الكلام، من عبارات السلف رحمهم الله وماذا يقصدون بها؟ والله المستعان

ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 01 - 05, 06:35 م]ـ

جزاكم الله خير الجزاء.

وأشكركم على التفاعل والتوضيح ولست بحمد الله تعالى ممن يظن بشيخ الإسلام ظن السوء، ولا ممن يقول بأن الصفات اجتهادية أو تثبت بغير النص، وإنما أشكلت علي هذه العبارة، وكان يراودني شك كبير من ثبوت حرف (الباء) وكنت أقول في نفسي: لعل الصواب (وما وصفه به السابقون لا يتجاوز القرآن والحديث) كأنها جملة جديدة، فكنت أبحث عن صحة ذكر الباء وهل يستقيم معها المعنى.

فهل من أحد يتفضل علينا بتحقيق ثبوت حرف (الباء) في الكلام، وإن كان الجواب ما أفدتم إذا تحققنا من ثبوتها لأني سمعت أن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية زيد في بعضها ما ليس منها أيام المحنة.

وعلى كل حال فزيادة التحقيق والتوضيح مما تطمئن به النفوس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير