تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد يوسف]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:20 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد فإنني وإن كنت ممن لايحتج في العقائد إلا على طريقة المحدثين إلا أنني قبل أن أرد على الأشاعرة المتأخرين، قمت بدراسة عقيدتهم من أفواه شيوخهم قبل عشرين سنة في تونس المحروسة ومن كتبهم المعتمدة كشرح جوهرة التوحيد، فسألتهم: هل عندكم حصر لصفات الله تعالى، فقالوا: أما بالنسبة لما ثبت في العقل من غير الرجوع إلى النقل فهي عشرون صفة على أوسع الأقوال، وأما ماثبت في النقل والشرع تصريحا أو تضمينا فهي قد بلغت الألف، فجميع ما ثبت في الكتاب والسنة من اسم وفعل ووصف بالمشتق فهو صفة لله تعالى بالمعنى الذي يليق بالله تعالى على مراده، لاعلى فهمنا لأن الله تعالى لاتحيط به العقول، ثم يقولون: كل من أنكر صفة لله تعالى ثبتت في القرآن أو السنة المتواترة فهو كافر ومن شك في كفره فقد كفر، وأما من أنكر صفة ثبتت بدليل صحيح ولكن أحاد فهو ضال فاسق، فقلت: فما الخلاف بينكم وبين الظاهرية أو ما تسمونهم حشوية، فقالوا: نحن لانختلف معهم في اثبات كل ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو ما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة القطعية من حيث الألفاظ المروية وإلا فهذا كفر باتفاق،ولكن الخلاف لما يتجرأ الحشوية على تفسير الصفات المتشابهة كالعين واليد والقدم والساق ويحملونها على ظاهرها الموهم للتشبيه والتجسيم ويجعلون لها مفهوما حقيقيا كمفهومها في الإنسان مع عدم المثلية، نضطر للضرورة لتأويلها بمعنى يليق بالله تعالى ونخرج عن الأصل الذي هو أسلم لنا ولهم وهو التفويض مذهب السلف: أمروها بلفظها كما جاءت بلا كيف ولا تعطيل و لاتمثيل ولا زيادة ولا نقصان. ودليل هذا الكلام، ما جاء في جوهرة التوحيد /كل خير في اتباع من سلف /وكل شر في ابتداع من خلف.وأما التوحيد فتعريفهم:هو افراد الحق سبحانه بالعبادة والإعتقاد، ومعنى توحيد الإعتقاد هو أن الله تعالى واحد في ذاته ومع ذاته وواحد في صفاته وواحد بصفاته وواحد في أفعاله وهي ماتسمى عندهم بالكموم الخمسة، وأما صفاته تعالى بالنسبة للمؤمنين لاتطلق عليه إلا بنفس اللفظ المنقول لأنها توقيفية على الشرع، وهنا قلت: فأنتم تصفون الله تعالى بالقِدَم وهذا لم يرد، فقالوا: هذا لفظ تفسيري وأما لفظ الشرع/أول ليس قبله شئ ......... إلخ. وقصدي من ايراد هذه النصوص هو أن لانتعجل في الرد عليهم حتى نتيقن كلامهم ومرادهم من كتبهم المعتمدةالمشروحة شرحا وافيا، أما بالنسبة لما أدين الله تعالى به في جميع الصفات متشابه أو غير متشابه فهو قول واحد، لا قول الأشاعرة ولا غيرهم ممن يزعم أنه من أهل السنةثم يُشبه الأشاعرة في التفصيل والتفسير الذي لم ينقل عن السلف وأققول حصرا بلا زيادة ولانقصان في الخوض كما قال الترمذي في سننه عن أئمة الحديث خاصة: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أَنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَذِكْرُ الْقَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَالْمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ثُمَّ قَالُوا تُرْوَى هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنْ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا تُفَسَّرُ وَلَا تُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ. والله الموفق للصواب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير