وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له أنت أخي ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي وقال غيره وكان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنى عنها وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وروى عنه من الصحابة ولداه الحسن والحسين وابن مسعود وأبو موسى وابن عباس وأبو رافع وابن عمر وأبو سعيد وصهيب وزيد بن أرقم وجرير وأبو أمامة وأبو جحيفة والبراء بن عازب وأبو الطفيل وآخرون ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية عبد الله بن شداد بن الهاد وطارق بن شهاب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومسعود بن الحكم ومروان بن الحكم وآخرون ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلهم أولاده محمد وعمر والعباس وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام. انتهى الإصابة في تمييز الصحابة ج4/ص564وقال أيضاً:
قال احمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك انه تأخر ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه فكان الناس طائفتين لكن المبتدعة قليلة جدا ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه مضموما ذلك منهم إلى عثمان فصار الناس في حق علي ثلاثة أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية واتباعهم فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك والا فالذي في نفس الأمر ان لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن عروة قال اسلم علي وهو بن ثمان سنين وقال بن إسحاق عشر سنين وهذا ارجحها وقيل غير ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني وانا منك هو طرف من حديث البراء بن عازب في قصة بنت حمزة.
أول من أسلم علي
قال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
4 أخبرنا عبد الله بن سعيد قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم علي
5 أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن خالد وهو ابن الحارث قال 00. خصائص علي ج1/ص22
قلت: وفي رواية عند الترمذي وأحمد في المسند أن النخعي أنكر ذلك على عمرو بن مرة وقال أبو بكر رضي الله عنه قلت: لايمنع من الجمع بين رواية زيد بن أرقم وهو صحابي جليل وبين رواية النخعي بأن إسلام علي كان في ذاك الوقت صبياً وأبو بكر كان كبيراً ولا شك أن إسلام أبي بكر كان أكثر تأثيرا وأنفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام غيره وبإسلام أبي بكر أسلم الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم و الأحاديث الواردة في فضل الصديق رضي الله عنه كثيرة ولا مجال لذكرها هنا
قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم أول من أسلم أبو بكر الصديق وقال بعضهم أول من أسلم علي وقال بعض أهل العلم أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأسلم علي وهو غلام بن ثمان سنين وأول من أسلم من النساء خديجة 3750. سنن الترمذي ج5/ص642
باب أول من أسلم علي بن أبي طالب.
الأوائل للطبراني ج1/ص78
قوله عن عمرو بن مرة الجملي المرادي أول من أسلم علي وفي رواية لأحمد في مسنده أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
وفي أخرى له أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه فأنكره وقال أول من أسلم أبو بكر الصديق لا وجه للإنكار فإن أبا بكر أول من أسلم من الرجال
وعليا أول من أسلم من الصبيان
قوله هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد
¥