تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي حديث القيامة يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ في اللغة الأَمر الشديد وكَشْفُه مَثَلٌ في شدة الأَمر كما يقال للشحيح: (يدُه مغلولة)، ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ، وإِنما هو مَثَلٌ في شدّة البخل، وكذلك هذا لا ساقَ هناك ولا كَشْف؛ وأَصله أَن الإِنسان إِذا وقع في أَمر شديد يقال شمَّر ساعِدَه وكَشَف عن ساقِه للاهتمام بذلك الأَمر العظيم.

ابن سيده في قوله تعالى {يوم يُكشَف عن ساقٍ إِنما يريد به شدة الأَمر كقولهم قامت الحربُ على ساقٍ}: ولسْنا ندفع مع ذلك أَن الساقَ إِذا أُريدت بها الشدة فإِنما هي مشبَّهة بالساق هذه التي تعلو القدم وأَنه إِنما قيل ذلك لأَن الساقَ هي الحاملة للجُمْلة والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرت هنا لذلك تشبيهاً وتشنيعاً؛ وعلى هذا بيت الحماسة لجدّ طرفة

كَشَفَتْ لهم عن ساقِها وبدا من الشرِّ الصُّراحْ

وقد يكون يُكْشَفُ عن ساق لأَن الناس يَكشِفون عن ساقِهم ويُشَمِّرون للهرب عند شدّة الأَمر؛ ويقال للأَمر الشديد ساقٌ لأَن الإِنسان إِذا دَهَمَتْه شِدّة شَمّر لها عن ساقَيْه .... وقال ابن مسعود يَكْشِفُ الرحمنُ جلّ ثناؤه عن ساقِه فَيَخِرّ المؤمنون سُجَّداً وتكون ظهورُ المنافقين طَبَقاً طبقاً كأَن فيها السَّفافيد.

22/ وفيه: 14/ 145، مادة (ج ز ي):

قال ابن الأثير: ...... فلذلك قال اللَّه عزَّ وجلّ: «الصومُ لي وأَنا أَجْزِي به» أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري، فأَنا حينئذ أَجْزِي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم [هو ابن منظور]: قد قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن: .... ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب، وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم والإرادة،

23/ وفيه: 3/ 331، مادة (ف ر د):

الليث: والفَرْد في صفات الله تعالى هو الواحد الأَحد الذي لا نظير له ولا مثل ولا ثاني. قال الأَزهري: ولم أَجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنَّة، قال: ولا يوصف الله تعالى إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا أَدري من أَين جاء به الليث.

24/ وفيه: 12/ 409، مادة (ع ظ م):

وعَظمةُ اللَّهِ سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمَثَّلُ بشيء، ويجبُ على العبادِ أَن يَعْلَمُوا أَنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا تَحْديدٍ. قال الليث: العَظمةُ والتَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قال الأَزهري: ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصفها به الليثُ، وإِذا وُصِفَ العبد بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأَن العظمة في الحقيقةِ لله عز وجل، وأَما عَظَمَةُ العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره.

25/ وفيه: 5/ 75، مادة (ق د ر):

والقَدَرِيَّةُ: قوم يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذيب: والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ الله من الأَشياء، وقال بعض متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عزوجل ومن أَثبته فهو أَولى به، قال: وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ لأَنفسهم ولذلك سموا؛ وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ من كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكلٌّ ميسر لما خلق له وكتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير الله الخلق تيسيره كلاً منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً؛

26/ وفيه: 13/ 449، مادة (و س ن):

قال الله تعالى: (لا تأخذه سنة ولا نوم) أي: لا يأخذه نعاس ولا نوم، وتأويله أنه لا يغفل عن تدبير أمر الخلق تعالى وتقدس.

27/ وفيه: 6/ 313، مادة (ع ر ش):

وأما ما ورد في الحديث (اهتز العرش لموت سعد) فإن العرش ههنا الجنازة وهو سرير الميت، واهتزازه فرحه بحمل سعد عليه إلى مدفنه، وقيل: هو عرش الله تعالى لأنه قد جاء في رواية أخرى اهتز عرش الرحمن لموت سعد، وهو كناية عن ارتياحه بروحه حين صُعد به لكرامته على ربه، وقيل: هو على حذف مضاف تقديره: اهتز أهل العرش لقدومه على الله لما رأوا من منزلته وكرامته عنده.

انتهى ما لديّ.

وقد عرضت هذا على فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر بن عبد الله القفاري - حفظه الله - (أستاذ العقيدة في جامعة القصيم بالسعودية)، فقال لي - بالمعنى -: (إن هناك طالبة تعد رسالة علمية أشرف عليها في الأخطاء العقدية في لسان العرب، وقد قَرَأَتِ الكتاب من أوله إلى آخره).

ملحوظة: قد يكون فيما ذكر نظرٌ عند بعضكم، فمن كان له في ذلك شيء من ذلك، فليُفِدْ به الإخوان جميعاً.

وجزاكم الله خيراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير