تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرسول صلى الله عليه وسلم حدد إمكانية حصول ليلة القدر في الليلة التاسعة المتبقية من الشهر، وهذا لا يمكن معرفته إلا بخروج الشهر هل هو ثلاثين أو تسعة وعشرين؟. وكذلك الكلام في السابعة التي تبقي والخامسة التبي تبقي، فهذا فيه الدلالة على أنه لا يمكن تحديد ليلة القدر بليلةٍ معينة فكيف بمن ربطها باسمٍ معين، وأصحبت ليلة الثلاثاء!!.

الدليل الرابع: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة. أخرجه البخاري.

وجه الاستدلال بالحديث: هذا الحديث فيه رفع العلم بليلة القدر عن النبي صلى الله عليه وسلم تلك السنة، وذكر ابن حجر أن سبب الرفع ما حدث في القصة والسبب الآخر هو ما رواه مسلم من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أريت ليلة القدر , ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها " قال ابن حجر: (وهذا سبب آخر)، وقال عن رفعها رحمه الله:

{قوله (فرفعت) أي من قلبي , فنسيت تعيينها للاشتغال بالمتخاصمين , وقيل: المعنى فرفعت بركتها في تلك السنة , وقيل التاء في رفعت للملائكة لا لليلة , وقال الطيبي قال بعضهم رفعت أي معرفتها , والحامل له على ذلك أن رفعها مسبوق بوقوعها فإذا وقعت لم يكن لرفعها معنى , قال ويمكن أن يقال المراد برفعها أنها شرعت أن تقع فلما تخاصما رفعت بعد , فنزل الشروع منزلة الوقوع , وإذا تقرر أن الذي ارتفع علم تعيينها تلك السنة فهل أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بتعيينها؟ فيه احتمال , وقد تقدم قول ابن عيينة في أول الكلام على ليلة القدر أنه أعلم , وروى محمد بن نصر من طريق واهب المغافري أنه سأل زينب بنت أم سلمة: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم ليلة القدر؟ فقالت: لا , لو علمها لما أقام الناس غيرها ا ه. وهذا قالته احتمالا وليس بلازم , لاحتمال أن يكون التعبد وقع بذلك أيضا فيحصل الاجتهاد في جميع العشر كما تقدم. واستنبط السبكي الكبير , في " الحلبيات " من هذه القصة استحباب كتمان ليلة القدر لمن رآها ; قال: ووجه الدلالة أن الله قدر لنبيه أنه لم يخبر

بها , والخير كله فيما قدر له فيستحب اتباعه في ذلك , وذكر في " شرح المنهاج " ذلك عن " الحاوي " قال: والحكمة فيه أنها كرامة والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف بين أهل الطريق من جهة رؤية النفس فلا يأمن السلب , ومن جهة أن لا يأمن الرياء , ومن جهة الأدب فلا يتشاغل عن الشكر لله بالنظر إليها وذكرها للناس , ومن جهة أنه لا يأمن الحسد فيوقع غيره في المحذور , ويستأنس له بقول يعقوب عليه السلام (يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك) الاية}.

وكلام ابن حجر ومن نقل عنهم رحمهم الله هنا غايةً في الوضوح والبيان في رد هذه النظرية والقاعدة التي أتيت بها أخي الحبيب الكريم ممدوح الجبرين سددك الله، فأين تسمية ليلة القدر صراحةً من النبي صلى الله عليه وسلم كما ادعيت؟؟

والكلام على علم الرسول ليس حجة فالرسول يعلم مالا نعلم وقد قال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ..... الحديث).

الدليل الخامس:

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين، أو قال: تحروها ليلة سبع وعشرين يعني ليلة القدر}. رواه أحمد بإسناد صحيح. وبمثله عن معاوية عند أبي داود وعن ابن عباس عند أحمد.

وجه الاستدلال بالحديث: هنا عيّن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر فقال هي ليلة سبع وعشرين؟ سواءً أكانت ليلة ثلاثاء أم كان الشهر كاملاً أو ناقصاً، فهذا التعيين ليس فيه ارتباط بالتسمية، ومعنى هذا الحديث وربطه بليلة سبع وعشرين يخالف الأصول التي بنيت عليها أخي العزيز الكريم ممدوح تسميتها بليلة الثلاثاء من ناحتين: العقلية الحسابية، والشرعية النظرية، وقد تقدم توضيح هذا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير