تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذان الأثران عن أبي بكرة وعن معاوية دليل على الأخ ممدوح فيما ذهب إليه، حيث هنا حدد النبي صلى الله عليه وسلم الليالي التي تكون فيها ليلة القدر وهي آخر سبعة ليالي تبقي أو آخر خمس أو آخر ثلاث أو آخر ليلة، وقد عرفت أن مثل هذا الدليل الذي ورد عن جمع من الصحابة، دليل على الأخ ممدوح لا له، وذلك لأمرين:

1 - اختلاف الليلة السابعة أو الخامسة أو الثالثة التي تبقى من رمضان لأننا لا ندري كم بقي من رمضان؟ فإذا كنا في يوم عشرين من رمضان في بداية العشر لا ندري كم بقي من رمضان؟ يحتمل أنه بقي من رمضان تسع ليالٍ إذا كان الشهر ناقصاً ويحتمل أن تكون عشر ليالٍ إذا كان الشهر كاملاً.

مثال آخر للتوضيح أكثر: نحن في رمضان هذه السنة 1425هـ يوم عشرين منه هو يوم الأربعاء تعقبه ليلة إحدى وعشرين ليلة الخميس، وهي الليلة الأولى للعشر، نحن الآن لا ندري قد يكون بقي تسع ليالي مع هذه الليلة إذا كان الشهر ناقص.

وقد يكون بقي عشر ليالي مع هذه الليلة إذا كان الشهر كاملاً. فمتى تكون الليلة السابعة؟ أو الخامسة؟ أو الثالثة؟ التي جاء ذكرهن في الحديث. على هذه السنة احتمال أن تكون الليلة السابعة الباقية من رمضان هي ليلة الأحد إذا كان رمضان كاملاً، واحتمال أن تكون ليلة السبت إذا كان ناقصاً .. فالدليل يبين لنا أنها قد تكون ليلة الوتر متقدمة عن ظواهر التاريخ لنا والحساب.

السؤال أخي ممدوح رعاك الله: رمضان هذه السنة كامل أم ناقص حتى نحدد السابعة أو الخامسة المتبقية؟؟ طبعاً لا جواب لأنه علم غيبي لا يقوله أحد.

2 - أمر النبي صلى الله عليه وسلم لنا بالالتماس بالسابعة والخامسة والثالثة دليل على اختلاف الحساب واختلاف الحساب يؤدي إلى اختلاف التسمية، فإذا بطل تحديد ليلة القدر بالحساب بطل تحديدها بالتسمية.

بهذا يتبين لك أن الأدلة التي استدل بها الأخ ممدوح جزاه الله خيرا جاءت على خلاف استدلاله، والله أعلم.

الدليل الرابع الذي استدل به:

عقد الأخ الحبيب ممدوح فصلاً قال في بدايته: (الد ليل على ان علم ليلة القدر ليس من علم الغيب) ثم ذكر نفس الأحاديث السابقة وقال في نهاية كل حديث (بحسب لفظ الحديث):

(فهل يأمرنا رسول الله بأن نتحرّاها وهي من علم الغيب؟

فهل يأمرنا رسول الله بألتماسها وهي من علم الغيب؟)

إضافة إلى أنه استشهد بأدلة لا علاقة لها بجواز تسمية ليلة القدر شرعاً البتة، ومنها حديث عائشة: (قلت يارسول الله أرأيت ان علمت اي ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال: قولي: اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه. فهل يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها هذا، ثم تكون من علم الغيب؟).

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

قبل أن انتقض هذا الدليل، يجب علينا أن نفرق بين مسألتين: الأولى: تحديد ليلة القدر بالعلامات الشرعية، الثانية: تحديد ليلة القدر بالتسمية. وهاتان المسألتان بينهما ما بين المشرق والمغرب من الفرق والبون. لا من حيث الصورة ولا من حيث الحكم والاستدلال، وما هذا الحوار وتقسيم أبوابه إلا لتوضيح ذلك.

فتحديد ليلة القدر بالعلامة الشرعية كأن تكون ليلة إحدى وعشرين من هذه السنة فيما يظهر لنا بالتاريخ شمسها صافية لا شعاع ولا برد فيها ولا حر، كما أننا تحرينها قبل ذلك بالعبادة والتضرع والبذل والاستمرار عليه طيلة العشر فهذا ليس من ادعاء علم الغيب بل امتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما التسمية بان تكون ليلة القدر هي ليلة الثلاثاء طول السنوات فهذا إدعاء علم الغيب صراحةً وتطاول على نصوص الكتاب والسنة وفهم على غير فهم القرون المفضلة وهم قومٌ عرفوا الحساب والعد، وأرجو أن لا تغضب عليّ أخي العزيز ممدوح من هذا الكلام، فقد قلتُ ما أعتقده كما قلتَ أنتَ ما تعتقده. وسيتضح لك ذلك جليَّاً في باب الإلزامات.

الدليل الخامس الذي استدل به:

قال أخي ممدوح: (الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعلم باسم ليلة القدر) ثم ذكر الأحاديث التي تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم تلك الليلة.

نقض توجيه هذا الدليل على خلاف ما استدل به:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير