تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالأمر بحسب فتواه رحمه الله أمر ممكن ...... بل عادي ان يُخبر بليلة القدر ...

وهذا النووي رحمه الله يقول عن معرفة ليلة القدر:

واعلم ان ليلة القدر موجودة كما سبق بيانه في أول الباب فإنها تُرى ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنه في رمضان كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث السابقة في الباب، وإخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها أكثر من ان تحصر.

إقرأ قول النووي، مرّه ومرّتين ... (فإنها ترى) و (إخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها اكثر من ان تحصر) ... لا اله الاّ الله ... فإذا رأى فلان من المسلمين ليلة القدر وأخبر بها ... فإن الأمر ليس غريباً وليس هو أول من قال انه رأى ليلة القدر ... الأمر سهل ... و صحيح ... ممكن شرعاً ...

فهذه المعرفة هي من دلائل حديث رسول الله عليه السلام وليست الاّ هكذا، بل لن تكون ...

امّا عن معرفة إسم ليلة القدر، فأقول:

اولاً:

روى مسلم في صحيحه قال: وحدثني محمد بن عبدالاعلى، حدثنا المعتمر، حدثنا عمارة بن غزية الانصاري قال: سمعت محمد بن ابراهيم يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم إعتكف العشر الاول من رمضان ثم اعتكف العشرالاوسط في قبة تركيه على سدتها حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحّاها في ناحية القبّه ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: إني إعتكفت العشر الاوَل التمس هذه الليله ثم اعتكفت العشر الاوسط ثم أّتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه قال: وإني أّريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء.

فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام الى الصبح فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء، واذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الاواخر.

يكفينا هذا الحديث الصحيح لمعرفة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لليلة القدر

وهذا الحديث يوضّح ان المقصود ليس العبادة فقط في ليلة القدر إنما لمعرفتها تحديداً

فلو كان المقصد هو العبادة لكان صلى الله عليه وسلم تعبّد في كل الشهر ودلّنا على التعبّد من غير متابعة وتتبّع لليلة القدر و تحرّيها و إلتماسها، فهو رسول الله وهو قد أوتي جوامع الكلم وهو أفصح العرب لساناً وأكملهم بيانا ... فقد قال للحث على معرفة ليلة القدر

(تحرّوا) في حديث وفي حديث آخر (إلتمسوها) وفي حديث آخر (اطلبوها) وفي حديث آخر (تحيّنوا) وفي حديث آخر (إبتغوها) ... أكثر من ثمانية عشر حديثا ...

فحصر المقصود من هذه الأحاديث هو للعبادة فقط أمرٌ فيه نظر، فهو رسول الله نؤمن بأن مقصوده من العباده لا خلاف عليه ... الخلاف هو في حصر المعنى بالعباده، فمدلول فعل الأمر في الحديث:

إلتمسوها، اطلبوها، ابتغوها، تحيّنوها، تحرّوا ... كل هذه لا تفيد العباده على وجه التحديد ...

فالمتابعة لليلة القدر لمعرفتها هي مايفهم من: إلتمسوها، تحرّوا، اطلبوها ....

ففي لسان العرب، (إلتمسوها) الإلتماس هو الطلب و التلمّس هو التطلّب مرّة بعد أُخرى ...

فهل يفهم من التطلّب مرّة بعد أخرى العباده فقط؟ ام (البحث عن هذا المطلوب ومعرفته)؟ ...

وفي لسان العرب، (اطلبوها)، الطلب هو محاولة وجدان الشيء وأخذه ... فهل المعنى من اطلبوها ينحصر معناه في العبادة فقط؟ ام البحث عن الشيء و تحصيله وأخذه ...

وهكذا يتضح ان حصر المعنى في الحديث الشريف ان مقصوده العباده فقط، هو لاشك تحجير للواسع وغلق لباب من الخير ماكان ولله الحمد مغلقاً عند كثير من العلماء ...

قد ثبت شرعاً بالحديث الصحيح و المتفق عليه ان رجالاً من صحابة رسول الله صلى الله عليه

وسلم قد عرفوا ليلة القدر ... فمنهم من حددها بليلة 21 و منهم من حددها بليلة 23 ومنهم من حددها بليلة 27 في سنوات مختلفه ...

فهي تنتقل في الأوتار ... في الأوتار فقط ...

ثانياً:

وليلة القدر في كتاب الله الكريم نجد ان الله عزّ وجل حدّدها ووصفها بأنها ليلة ...

ومدلول ليله هي ذات إسم واحد فلا يمكن ان تكون بإسمين مختلفين وتُسمّى: ليله ...

كذلك يثبت ان إسمها واحد لا يتغير هو أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن وهذا واضح ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير