ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 12 - 03, 02:17 ص]ـ
المعنى هو ما يقوم مقام الكلمة أي المعبر عنها حتى يعرفها القارئ أو السامع.
كنت أرجو أن تشير إلى واضع التعريف ومصدره لعلنا نظفر بمناقشه أو على الأقل نعرف حال واضعه، خاصة وأن فواصل تعريفكم هذا وحدوده يرد عليها ما يرد، وعلى كل حسبي قولكم في التعريف:
(ما يقوم مقام الكلمة) وهذا حد يشمل الإشارة والصورة والكلمات المرادفة -إن كانت ثم- وكذلك الأوصاف والخصائص اللازمة للشيء.
أفلا ترون بعد هذا -وفقاً لتعريفكم للمعنى- أن القول بأن يد الله: هي صفة ذات حقيقية لها كف وقبضة وأصابع (لانعلم كيفها) غير أن الله يقبضها ويسطها .... ويفعل بها ما شاء.
وغير ذلك من أوصاف ثبتت لها وخصائص جاء الوحي بها وبينها النبي صلى الله عليه وسلم أوضح بيان كما في الأثر الذي أورده الأخ الفاضل خالد بن عمر في أول رد له وكما في حديث عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده فأتى بيده فجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول أنا الجبار أين الجبارون أين المتكبرون قال ويتميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ألا ترون أن هذا بيان للمعنى!
أخي الكريم، تأمل ما جاء في هذه الأحاديث، وتأمل كلام ابن أبي العز وشيخ الإسلام:
"وإن كانت المعاني التي يراد تعريفه بها ليست مما أحسه وشهده بعينه ولا بحيث صار له معقول كلي يتناولها حتى يفهم به المراد بتلك الألفاظ، بل هي مما لم يدركه بشيء من حواسه الباطنة والظاهرة، فلا بد في تعريفه من طريق القياس والتمثيل والاعتبار بما بينه وبين معقولات الأمور التي شاهدها من التشابه والتناسب وكلما كان التمثيل أقوى كان البيان أحسن والفهم أكمل".
وإذا قال المفوضة أو المأولة أنتم بذلك تقعون في التشبيه نرد عليهم بما قاله شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية:
"وأما قولهم إن أردتم إثبات صفة تقارب الشاهد فيما يستحق مثله الاشتراك في الوصف فهذا هو التشبيه بعينه فنقول لهم المقاربة تقع على وجهين:
أحدهما: مقاربة في الاستحقاق لسبب موجبه التمام والكمال وتنفي النقص.
والثاني: مقاربة في الاستحقاق لسبب تقتضيه الحاجة ويوجبه الحس ومحال أن يراد به الثاني لأن الله تعالى قد ثبت أنه غني غير محتاج ولا يوصف بأنه يحتاج إلى الإحساس لما في ذلك من النقص.
فيبقى الأول وصار هذا كإثبات الصفات الموجبة للكمال ودفع النقص."
لتوقن بأن النبي صلى الله عليه وسلم بين المعنى أيما بيان، لم يكتم شيء منه، ولم يدع لمنكره مجال.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[11 - 12 - 03, 06:15 م]ـ
إذن هذه العبارة صحيحة: معنى يد الله تعالى: هو ما يفعل الله به كذا وكذا من الأفعال ولكننا لا نعلم ماهية هذا الشيء.
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 12 - 03, 10:26 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حارث همام
=========================================
أما قولك يد الله هي ما يقبض بها ويخلق .... فهو من المعنى، ولكن جزؤه الأهم أنها صفة ذات حقيقية، وهذا ما لن تجد أحد من المفوضة يقول به، بل هم يزعمون أن القول بأنها صفة ذات حقيقية كما يقول أهل السنة تليق بجلال الله يزعمون أن هذا تشبيه.
وهذا مطرد عنهدهم في كل صفات الذات، فأهل السنة يقولون أنها صفات ذات حقيقية، والمفوضة يقولون هذا تشبيه.
ثم يميز أهل السنة في تعريفهم صفة الذات بنحو ما ذكرت فإن كانت يد أثبتوا: أن الله يقبضها ويبسطها .... إلى آخر ما سبق ذكره.
وإذا كانت عيناً قالوا (صفة ذات حقيقية) يبصر بها ما فوق السماوات العلى وما تحت الأرضين السفلى، ونحو ذلك مما ثبتت به النصوص.
وهكذا
========================================
وعليه لعل جواب سؤالكم الأخير قد اتضح فما ذكرته شيء من تعريف اليد ولكن لابد من القول قبل ذلك أنها صفة ذات حقيقية، ثم تأتي الصفات التي ذكرت وغيرها.
وهذه المرة الثالثة:
==========
¥