تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)). ومثلما ينذر الجهال من المسلمين لعين ماء، أو بئر من الآبار، أو قناة ماء أو مغارة، أو حجر، أو شجرة من الأشجار، أو قبر من القبور، وإن كان قبر نبي أو رجل صالح، أو ينذر زيتا أو شمعا أو كسوة أو ذهبا، أو فضة لبعض هذه الأشياء، فإن هذا كله نذر معصية لا يوفى به.

لكن من العلماء من يقول: على صاحبه كفارة يمين، لما روى أهل السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين) 3

وفي الصحيح عنه أنه قال: (كفارة النذر كفارة يمين) 4.

وإذا صرف من ذلك المنذور شيء في قربة من القربات المشروعة كان حسنا، مثل: أن يصرف الدهن إلى تنوير بيوت الله، ويصرف المال والكسوة إلى من يستحقه من المسلمين ومن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائر المؤمنين، وفي سائر المصالح التي أمر الله بها ورسوله.

1 أخرجه البخاري.

2 أخرجه مسلم.

3 رواه مسلم.

4 رواه مسلم.

وإذا اعتقد بعض الجهال أن بعض هذه النذور المحرمة قد قضت حاجته بجلب المنفعة من المال والعافية ونحو ذلك، أو بدفع المضرة من العدو ونحوه، فقد غلط في ذلك.

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال: (إنه لا يأتي بخير، ولكنه يستخرج به من البخيل) 1.

فعد النذر مكروها، وإن كان الوفاء به واجبا إذا كان المنذور طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النذر لا يأتي بخير، وإنما يستخرج من البخيل، وهذا المعنى قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، فيما كان قربة محضة لله، فكيف بنذر شرك؟ فإنه لا يجوز نذره ولا الوفاء به.

وهذا وإن كان قد عمر الإسلام، وكثر العكوف على القبور التي هي للصالحين من أهل البيت وغيرهم، فعلى الناس أن يطيعوا الله ورسوله، ويتبعوا دين الله الذي بعث به نبيه، صلى الله عليه وسلم، ولا يشرعوا من الدين مالم يأذن به الله، فإن الله إنما أرسل الرسل، وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله، وليعبدوا الله وحده لا شريك له.

كما قال تعالى:

((واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون)).

وقال تعالى:

((شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)).

وقال تعالى:

((ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة)) وقال تعالى في حق الذين كانوا يدعون الملائكة والنبيين:

((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)).

وقال: ((ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا من دون الله أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون)).

1 أخرجه البخاري

ورد على من اتخذ شفعاء من دونه فقال:

((أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون. وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون. قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون)).

وقال: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)).

وقال تعالى:

((من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)).

وقال:

((وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)).

وقال تعالى:

((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)).

قال:

((ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)).

وكتب الله من أولها إلى آخرها تأمر بإخلاص الدين لله، ولا سيما الكتاب الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم أو الشريعة التي جاء بها، فإنها كملت الدين.

قال تعالى:

((اليوم أكملت لكم دينكم)).

وقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير