تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 08 - 05, 08:22 م]ـ

قال الشيخ العلامة ابن جبرين -حفظه الله-:

"وأما معتدلوهم -معتدلو التصوف - من المتقدمين؛ مثل بشر الحافي والحارث المحاسبي الجنيد بن محمد الفضيل بن عياض إبراهيم الخواص وأشباههم من أهل الاعتدال. أما الشيخ عدي وكذلك شيخه القرشي الهكاري؛ هذان ولو كانا على طريقة الصوفية، ولكن تصوفهم؛ ولو كانوا متأخرين تصوف معتدل.

وذلك لأن الصوفية القدامى ليس تصوفهم تصوف عقيدة، ولكنه تصوف زهادة؛ زهد، تقشف، تقلل من الدنيا، انقطاع من اللذات والشهوات وقريب من الرهبنة، والانقطاع الكلي في كثير منهم.

ولكن فعلهم هذا؛ الذي هو الزهد من الدنيا والزهد في ملذاتها قد أنكره كثير من أهل زمانهم، وقالوا: إن الله تعالى أباح زينة الدنيا (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)؛ أي: من حرمها؟ ليست حراما، ولكن كأنهم يقولون: إن هذه الشهوات قد تشغل وقد تلهي، وقد يكون فيها شيء مما يقسي القلب، ويثقل الطاعات على القلب وعلى البدن، ويخفف المعاصي ويدعو إلى اللهو وإلى التساهل في العبادة؛ هكذا رأوا، ولكنهم في باب العقيدة على الكتاب والسنة. وإذا وجد من بعضهم شطحات كثيرة فإنها تغتفر. ويكون الحامل عليه هو جهله ببعض الأدلة". أهـ

وقال حفظه الله:

"إن الصوفية أصلا هم الزهاد في الدنيا والمشتغلون بالعبادة، وكانوا في الزمن الأول يرتدون الصوف الخشن من باب التقشف فعرفوا بهذا الاسم، كإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي وإبراهيم الخواص والجنيد بن محمد ونحوهم، وكان أولئك يعبدون الله على علم وبصيرة؛ فيحافظون على الجماعات، ويبتعدون عن المحرمات، ويسارعون في الخيرات، ولم يكن عندهم شيء من البدع ولا الخرافات.

ثم جاء بعدهم من تسمى باسم الصوفية، وانتحل مذهبا خاصا وأصبح الصوفية أهل خلة وطريقة مستقلة، وابتعدوا عن العلم والعلماء، واعتمدوا على الأذواق والمواجيد، فدخلت عليهم بدع وخرافات في المعتقد وفي العمل، كالسماع والرقص والتواجد وصحبة الأحداث، والزهد في المباحات، وتأليم النفس ونحو ذلك، وقد ناقشها ورد عليهم فيها الشيخ ابن الجوزي في كتابه (تلبيس إبليس) وغيره.

ثم جاء بعدهم من تسمى بالتصوف أيضا وغلا حتى تدخل في الربوبية، واعتقد أن الوجود واحد بالعين، وأنكر الفرق بين الخلق والخالق، وهم المسمون بالاتحاديين الحلوليين وأهل وحدة الوجود، وقولهم من أشنع الأقوال، كفرهم أوضح من كفر اليهود والنصارى، فمنهم من أفصح عما يكنه، وأعلن معتقده كالحلاج فحكم بكفره أهل زمانه، وأفتوا بقتله فقتل، ومنهم من يتستر ويخفي معتقده ولكنه يظهر للمتمعن والمتفطن في كلامه، أمثال ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض ونحوهم.

وهذا المعتقد الكفري قد تمكن وفشا القول به زمن شيخ الإسلام ابن تيمية فرد على أهله ضمن رسائل مطبوعة في المجلد الثاني من مجموع فتاوى شيخ الإسلام وله رسائل كثيرة في حقيقة التصوف والسلوك في المجلدين العاشر والحادي عشر.

ومن هذا التقديم الموجز يعرف أنه لا يجوز إطلاق الذم ولا المدح للصوفية، بل يعطى كل منهم حكمه، أما الصوفية في هذا الزمان ومنهم من يعرفون بالتيجانية وغيرهم، فإنهم قد انتحلوا طرقا وصارت لهم مقامات وخواص تصادم الأدلة؛ حيث يعتقدون في أوليائهم الأقدمية على الرسل الكرام ويزعمون أن الولي يأخذ عن الله بلا واسطة، ويرجعون إلى أقوال مقدميهم، ويحكمونهم في الأنفس والأرواح والأموال ويعتقدون فيهم العصمة وملكية التصرف، ونحو ذلك من الاعتقادات السيئة فما داموا كذلك فهم مجانبون للصواب ومحادون لله ورسوله، فلا نعرف لهم فضلا ولا كرامة".

ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 08 - 05, 09:42 م]ـ

وقال المفتي الأسبق العلامة محمد بن إبراهيم -رحمه الله-:

"التصوف ينقسم إلى: سني، وبدعي. فإن كان متقيداً بالكتاب والسنة كالجنيد (فهو سني).

وأما القسم الذين ما تقيدوا بهما (فهو بدعي) لكن في آخر هؤلاء من آلت بهم تلك الشطحات إلى دعوى الربوبية، بل بعضهم إلى القول بالحلول. والفتنة بهم كالفتنة بالقبور، فإنهم يدعون أشياء كلها سخافة.

وهذا المسلك هو الذي ينبغي، بخلاف مسلك بعض المنتسبين الذين يجعلونهم قسماً واحداً.

فالذين تقيدوا بهما هم من خيار المسلمين. وقابلهم من جعل طريقة الصوفية لابد منها".

أما نصوص الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الصدد فكثيرة مشهورة. وأما أمثلة رجالاتهم المتقدمين من أهل السنة فأكثر من تفصل ههنا [ما بين الأقواس من المحشي].

ـ[أهل الحديث]ــــــــ[23 - 08 - 05, 12:00 ص]ـ

بارك الله فيكم

كون بعض الزهاد يسمونه صوفيا فقد لايكون كذلك

فهل أحد من الزهاد الذين انتقطعوا عن الدنيا ممن كانوا من المتقدمين كان يسمى نفسه صوفيا أو ينتسب إلى الصوفية أم أن من ابتدع التصوف ممن بعدهم انتسبوا إليهم واتخذوا ذلك مطية لنشر بدعهم!

فهل بشر الحافي كان يسمى نفسه صوفيا أو ينتسب إلى جماعة الصوفية؟

ففيما سبق من الكلام خلط بين الزهاد الأوائل الذين قد يقع منهم الهفوات والغلطات وبين المتصوفة المبتدعة

فالمقصود أن نسبة بشر الحافي إلى الصوفية نسبة غير صحيحة، وكذلك نسبة بعض من سبق كذلك إلى الصوفية غير صحيح

فيبقى أن من انتسب إلى الصوفية فهو مبتدع وقد أحدث في دين الله ما ليس منه وقد تقل هذه البدعة وقد تكبر على حسب ما أحدث في الدين من بدعة

فليس هناك تصوف سني، فالصوفية لاتجتمع مع السنة!

فالمقصود أن من ينسب بعض الزهاد الأوائل إ‘لى الصوفية فعليه أن يثبت أنه انتسب إليهم أو يثبت ذلك بطريقة صحيحة

فالصوفية ليس لهم أصل معروف حتى يكون هناك تصوف صحيح

فما معنى الصوفية أصلا وإلى ماذا ينتسبون ومتى بدأ مذهبهم ومن من علماء الإسلام الأوائل أيدهم وكان معهم

فالإمام أحمد رحمه الله كان من الزهاد الكبار وحاشاه أن يكون صوفيا

فزهاد السنة يختلفون عن صوفية البدعة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير