تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن كان هذا الجنس من الدعاء عبادة، لما جاز صرفه للحي أصلاً .. ولا يصرف إلا لله تعالى .. فهذا يدل على أن هذا الفعل ليس من جنس صرف العبادة لغير الله تعالى.

تبقى مسألة .. ما العلة في كون هذا الفعل شركاً أكبر؟؟ أين هو الشرك في العبادة في هذه الحال؟؟

=======

أما آية ..

إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر: 14]

فقبلها بيّن الله - عز وجل - العلة في الشرك، فقال:

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر: 13]

يعني .. سؤال العاجز ما لا يستطيعه، واعتقاد ذلك، هذا هو الشرك الأكبر .. لأن ذلك من رفع المخلوق فوق الأسباب .. والله أعلم.

كذلك آية:

وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [النحل: 20]

أبطل الله - عز وجل - معتقدهم بأن من يدعونهم لا يخلقون شيئاً .. فهو من سؤال العبد ما يعجز عنه ..

أما سؤال صاحب القبر الدعاء عند قبره، فإن صاحب القبر يستطيع الدعاء ..

جاء في الحديث الصحيح عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في حديث عذاب القبر: "فيقول المؤمن رب عجل قيام الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي" ..

وكذلك جاء أن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ..

فإن الدعاء يستطيعه العبد الصالح في قبره .. ولكن سؤالهم الدعاء مما لم يشرعه الله تعالى لنا، وهو يفضي إلى سؤالهم ما لا يملكون، فيقع المرء في الشرك الأكبر.

جاء في منهاج التأسيس والتقديس:

القسم الثانى وهو: ألا يطلب منه الفعل ولا يدعوه، ولكن يطلب أن يدعو له. كما يقول للحى: ادع لى، وكما كان الصحابة يطلبون من النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء، فهذا مشروع في الحى كما تقدم، وأما الميت من الأنبياء والصالحين وغيرهم فلم يشرع لنا أن نقول: ادع لنا، ولا اسأل لنا ربك، ولا نحو ذلك، ولم يفعل هذا أحد من الصحابة والتابعين، ولا أمر به أحد من الأئمة، ولا ورد فيه حديث، بل الذى ثبت في الصحيح أنهم لما أجدبوا زمن عمر استسقى عمر بالعباس - رضي الله عنهما - وقال: " اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون ". ولم يجيئوا إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلين: يا رسول اللّه، ادع لنا واستسق لنا، ونحن نشكو إليك ما أصابنا، ونحو هذا. لم يقله أحد من الصحابة قط، بل هو بدعة، ما أنزل اللّه بها من سلطان.

هذا ما خلصت إليه .. فإن أصبت، من الله .. وإن أخطأت، فمن نفسي .. والحمد لله رب العالمين.

ـ[بندار]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:39 م]ـ

ليس هذا شركاً أكبراً، لكنه بدعة منكرة ووسيلة إلى الشرك.

وليس هو مثل شرك أهل الجاهلية لأنه ليس فيه توجيه نوع عبادة لصاحب القبر، كصلاة أو ذبح أو ما شابه.

أما سؤالهم دعاء الله لهم فسببه أنهم يظنون لجهلهم أن الولي حي في قبره، وأن طلب الدعاء من الولي الميت هو كطلبه منه وهو حي.

والله أعلم.

شيخنا الكريم:

ما توجيهكم حول مفهوم قوله تعالى"ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"

أليسوا يسألونهم الشفاعة ويطلبون منهم الدعاء؟؟

شكر الله لك

ـ[المعلمي]ــــــــ[15 - 09 - 08, 05:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

تفريق الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تفريق نفيس، ويعكره ما يعتقده أهل البدع من عدم المسانخة بين سماع الأموات وسماع الأحياء فسماع الأموات هو إسماع وليس سماعا من جنس سائر السماعات فهو بتقدير مخصوص وطريق مخصوصة.

لذلك هو لا يستلزم القرب ومقتضى الأحاديث التي تدل على نوع سماع للأموات ترجح ذلك.

فالذي يظهر والعلم عند الله، أن طلب الدعاء من الميت ليس بشرك سواء كان الطالب بعيدا أم قريبا.

وهذا يذكرني بطرفة يرددها بعض الحجاج:

روي أن حاجا " تكرونيا " ولا أعرف نسبة أخرى لهؤلاء الحجاج أتى بيت الله الحرام وأخذ يدعو " يامحمد حدث ر بك أن التكارنة تكملا " لعل هذا الدعاء إبان حرب وقعت هناك.

والحقيقة أن تخريج مناط الشرك في دعاء الأموات مشكل لذلك لايبعد كون هذا النوع من الدعاء أيضا شرك.

ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:48 م]ـ

الخلاصة:

أن ما أتى به الأخ صاحب الموضوع كلام مجمل متشابه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

وقد أتى بعض الإخوة بكلام محكم، فينبغي رد المتشابه إلى المحكم.

قال ابن تيمية رحمه الله في (2/ 224 - 226): " ومن رحمة الله تعالى أن الدعاء المتضمن شركاً؛ كدعاء غيره أن يفعل، أو دعائه أن يدعو الله، ونحو ذلك = لا يحصل به غرض صاحبه، ولا يورث حصول الغرض شبهة إلا في الأمور الحقيرة.

فأما الأمور العظيمة كإنزال الغيث عند القحوط، وكشف العذاب النازل فلا ينفع فيه هذا الشرك ". أهـ

------

ونحن ننزه ابن تيمية من أن يقع في شئ كهذا، فإن أئمة المذاهب من الأشاعرة وغيرهم لم يتنازعوا في أن هذا شركا، فكيف بابن تيمية ... !!

لكن ينبغي ألا يكفر صاحب هذا الدعاء، حتى تقام عليه الحجة، لأن بعض الإخوة المتسرعين يقولون: سواء أقمت الحجةأو لم تقيمها فهو كافر غير مسلم قياسا بالمشركين القدامى ... ، وهذا كلام مردود، لأن من يفعل ذلك يعتقد خطأ أنه يعبد الله وأن هذا دين النبي،،،

ولابن تيمية كلاما نفيسا في عدم تكفيرهم في كتابه الرد على البكري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير