تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سمير محمود]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:55 ص]ـ

وهذا قول الشيخ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي في موضوعنا من شرحه لمفيد المستفيد

فمن يدعو حاجته من غير الله سبحانه وتعالى مما لا يقدر عليه إلا الله فهذا من الشرك مع الله عز وجل غيره، ولذلك الإنسان لا يسأل أحدا من الناس إلا ما يقدر عليه، فإذا سأل غيره مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل - وهذا تقييد مهم ... مما لا يقدر عليه إلا الله، فقد يقدر عليه غيره - ... إذا سأل الإنسان من شخص حاجة ونحو ذلك، لكنه لا يقدر عليه هو لكن يقدر عليه شخص آخر، فلا حرج في ذلك لعل هذا يُبَلِّغ حاجته إلى ذاك، ولذلك المقيد بالنهي هنا: يسأل غير الله مما لا يقدر عليه إلا الله، أي استثناء القدرة الله عز وجل، ولا يمكن للإنسان أن يعين غيره في هذا الباب، فهذا يكون من أبواب الشرك، فربما استعان الإنسان بآخر، وهو يعلم أنه لا يقضي حاجته لعلمه أنه يعلم أن ثمة شخص يُعِينُه، فلا حرج في ذلك ولا يدخل في هذا الباب قطعا.

وكذلك ما يفعله كثيرمن المشركين عند القبور من دعاء غير الله سبحانه وتعالى بغفران الذنب، وقضاء الحاجات ونحو ذلك، فإن هذا من الإشراك مع الله عز وجل غيره.

وأما دعاء الأموات أن يدعوا للإنسان فهل هذا من الشرك أم لا؟

هذا ليس من الشرك، بل هو من البدع المحدثات ... أن يأتي عند قبر فيقول: يا فلان، ادعوا لي. فهذا ليس من الشرك، بل هو من البدع، وفرق بينه وبين أن يأتي الإنسان إلى القبر ويقول: يا فلان، اغفر لي ... أو كن لي شفيعا عند الله. ونحو ذلك، هذا من الشرك، أما أن يأتي إلى قبر ويقول: يا فلان، أدع الله لي.

لم كان بدعة؟ لأنه شبهة، وقد ورد في الشرع أن من في القبر يسمع من يأتي ويُسلِّم عليه، وقد ثبت أن الإنسان لا حرج عليه أن يسأل الإنسان أن يدعو له في حال حياته، فيقول: يا فلان ادعُ لي. وإن كان الخبر في هذا ضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في المسند والسنن: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعمر: (لا تنسنا يا أخي من دعائك) فهذا ضعيف، في إسناده عاصم بن عبيد الله وقد تفرَّد به وهو ضعيف، لكن إذا جاز هذا في حق الحي ... إذاً هو قادر عليه، وكان ثمة شبهة، وهي سماع الميت، فإذا شخص عند قبر فقال: يا فلان ادع لي. فيقال أن هذا من البدع المحدثات التي يجب على الإنسان إنكارها، لكنها ليست من الإشراك مع الله عز وجل غيره، لأنه يسأل شخصاً قد دل الدليل على سماعه، لكنه لم يدل الدليل على قدرته بأن يقول ذلك، فيكون حينئذ من البدع المحدثات، باعتبار أنه جائز في حال حياته، فكان من البدع المحدثات في حال مماته، والانتفاع هنا يكون في قدرته لا على السماع بورود أدلة في هذا، والخلاف هذا معروف عند الصحابة ومن جاء بعدهم، وإنما هو لقدرته على الدعاء ... نعم:

ـ[وليد]ــــــــ[01 - 11 - 10, 01:07 ص]ـ

سؤال إخوتي

ما هو الراجح

هل يشعر الميت ويحس بمن يزورونه؟

ـ[سمير محمود]ــــــــ[01 - 11 - 10, 04:34 ص]ـ

"الشعور من الميت بزائره اللهُ أعلم به، وقد قال بعض السلف بذلك، ولكن ليس عليه دليل واضح فيما أعلم، ولكن السنة معلومة في شرعية زيارة القبور، وأن نسلم عليهم، فنقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين).

كل هذا مشروع، وأما كونه يشعر أو لا يشعر هذا يحتاج إلى دليل واضح. والله أعلم سبحانه وتعالى، ولكن لا يضرنا شَعرَ أم لم يَشْعرُ، علينا أن نفعل السنة فيُستحب لنا أن نزور القبور، وأن ندعوا لهم ولو لم يشعروا بنا؛ لأن هذا أجر لنا وينفعهم، فدعاؤنا لهم ينفعهم، وزيارتنا تنفعنا لأن فيها أجراً، ولأن فيها ذكر الموت وذكر الآخرة فننتفع بها، والميت ينتفع بذلك أيضاً؛ بدعائنا له، واستغفارنا له، فينتفع الميت بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير