وعن السؤال الخامس: والد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس كأبي جهل، وإن كان كافرا، لأن أبا جهل عدوٌّ مبين، لمضايقته للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولإذايته له ولأصحابه، ولِصدِّه عن سبيل الله، ولمحاربته لله ولرسوله، ووالد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما زاد على أن ظلم نفسه، ولا يُسوَّى بينهما، والكفر درجات، كما أن الإسلام درجات، وأعلى درجات الإسلام درجة النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسفل درجات الكفر درجة أبي جهل لعنه الله. أمَّا الواجب على القائل فهو الاستتابة، ويؤدَّب أدبا وجيعا / على استطالته، وعلى أذيته للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى تأويل القرآن بغير علم، ويُعزل عن الإمامة.
عصمنا الله من الفتن بحوله وقوَّته وأسبغ علينا عوارف نِعَمِه، وصلى الله على سيدنا مُحَمَّد وعلى آله وصحبه وعلى جميع النَّبيين، والحمد لله ربِّ العالمين. اهـ
فهل تبين لك التحريف الَّذِيْ فعله السيوطي في كلام القاضي أبي بكر رَحِمَهُ اللهُ
أخيرا:
ومن الأمور التي يتكئ عليها البعض، أنَّهم يقولون إن والدي رسول الله من أهل الفترة، ثم ينزلون عليهما الآيات والأحاديث المعروفة، وهذا القول يطول النقاش حوله، لأن بعض الموحدين كانوا يعيشون بينهم مثل زيد بن عمرو بن نفيل، وبعض الذين اعتنقوا النصرانية كورقة بن نوفل، والأحاديث الواردة عن رسول الله في هذا الباب تدل على أنهم ليسوا جميعا أهل فترة.
وتأمل قول زيد بن عمرو رحمه الله حينما كان يقول لقريش: [كما في صحيح البخاري]
يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري.
فهل كانوا يجهلون دين إبراهيم؟!
فها هو يقيم عليهم الحجة ويعظهم عن الأفعال الشنيعة التي كانوا يفعلونها
يظهر من كلام زيد بن عمرو بن نفيل أنهم يدَّعون أنهم على ملة إبراهيم ولكنها دعوى عارية كاذبة
ومن جزم أنهم من أهل الفترة، فليأت بأدلة صحيحة صريحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر، ولا يضرب الأحاديث الصحيحة كما يضربها المبتدعة، بحجَّة القطعي والظَّنِّي، أو بحجة مخالفة الحديث لظاهر القرآن، فهذه المخالفة ليست إلا في عقله هو، أمَّا المتبعون للكتاب والسنة حقيقة، فلا إشكال عندهم في هذا الأمر.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:45 ص]ـ
موضوع طيب ومفيد، جزى الله خيراً كل من أثرى الموضوع ..
وهذه فائدة:
في شرح الشيخ عبد المحسن العباد على سنن أبي داود والمفرغ على الشبكة جاء هذا السؤال وجوابه:
السؤال: ذكر أحد المشايخ ممن يدرس التفسير عند مسألة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم هل هما في الجنة أو النار قال: إن أحد مشايخه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأشار إليه إشارة معناها ألا تخوض في هذه المسألة، فما رأي فضيلتكم؟
الجواب: يؤخذ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إن أبي وأباك في النار)، وحديث استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له، واستأذنه أن يزورها فأذن له، وأنزل الله عز وجل في ذلك: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [التوبة:113]. ولا يؤخذ بهذه الرؤيا. فما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من الأحاديث الصحيحة هو الذي يعول عليه، وأما هذه الرؤيا التي هي مخالفة للشرع، فإنه لا يلتفت إليها، وهذا الذي قال هذا الكلام لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
الموضوع طرح في الملتقى لمَّا سأل السائل عن الحديث، لكن البعض لم يرد السكوت، بل أتى يريد تقرير الباطل الذي ذكره السيوطي في رسائله.
وقد كتبت كلمات حول الموضوع من مدَّة لم أشأ أن أطرحها، مع أني وعدت بعض المشاركين بها، لأن تضييع الوقت في المسألة مما لا طائل تحته، ولولا أن بعض المتصوِّفة شارك ببث شبهات السيوطي، ثم حاول الانتصار لها، لما رأيت كل هذه المشاركات من الإخوة، ثم عزمت على تحرير بعض النقاط التي وعدت بها.
والملتقى سني سلفي، ولا يصلح أن تترك الشبهات التي كُتبت دون رد.
بسم الله الرحمن الرحيم
¥