تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما التركيب الأول و الثانى فنازعهم جمهور العقلاء فى ثبوتهما فى الخارج ويقولون ليس فى الخارج تركيب بهذا الاعتبار والتركيب الرابع و الخامس فيه نزاع مشهور بين العقلاء منهم من يثبت فى الجسم أحد التركيبين ومنهم من يقول ليس مركبا لا من هذا ولا من هذا

وأما الرابع فيوافقهم على ثبوته جماهير العقلاء ما أعلم من ينازعهم فيه نزاعا معنويا لكن حكى عن طائفة من أهل النظر كعبدالرحمن بن كيسان الاصم وغيره أنهم نفوا الاعراض ولم يثبتوا الاعراض زائدة على الجسم ونفوا كون الحركة زائدة على الجسم وخالفهم الاكثرون فى ذلك وهذا والله اعلم نزاع لفظى وهو أن مسمى الجسم هل يتناول الجسم بأعراضه أم تكون الاعراض زائدة على مسمى الجسم والا فعاقل لا ينكر وجود الطعم واللون والرائحة والحركة وغير ذلك من الصفات القائمة بالموصوفات

وهذا يشبه نزاع الناس فى أن الصفات هل هى زائدة على الذات أم لا فمن أراد بالذات الذات المجردة فالصفات زائدة عليها ومن أراد بالذات الذات الموصوفة فليست الصفات مباينة للذات الموصوفة بصفاتها اللازمة لها ثم أن هؤلاء زعموا أنهم ينفون هذه الأنواع فاما الأنواع الأربعة فمن قال انها منتفية عن المخلوق فهى عن الخالق أشد انتفاء وأما النوع الرابع فمن نازع فى أن الصفات هل هى زائدة على الذات أم لا فهذا نزاع لفظى ومن نازع فى ثبوت هذه الصفات فى نفس الأمر ونفى أن يكون لله علم وقدرة ومشيئة وجعل هذه الصفة هى الاخرى والصفى هى الموصوف فهذا قوله معلوم الفساد بعد التصور

التام واذا علم أنه سبحانه حى عليم قدير ومعنى كونه حيا ليس معنى كونه عليما ومعنى كونه عليما ليس معنى كونه قديرا فهذا هو اثبات الصفات

فان قال القائل ان معنى كونه عليما هو معنى كونه مريدا قديرا حيا فهذا مكابرة وكذلك اذا ادعى أن هذه المعانى هى معنى الذات الموصوفة بها وان اعترف بثبوت هذه المعانى لله وقال أنا انفى ان يكون الله مفتقرا الى ذوات أو معان بها يصير حيا عالما قادرا فهذا مناظرة منه لمثبتة الاحوال

كالقاضى أبى بكر وأبى يعلى وغيرهما ممن يقول ان له علما وعالمية وعالميته معنى زائد على علمه

وهذا القول قول بعض الصفاتية وجمهورهم ينكرون هذا ويقولون بل معنى العلم هى معنى العالم

وفى مسائل الصفات ثلاثة أمور

أحدها الخبر عنه بأنه حى عليم قدير فهذا متفق على اثباته وهذا يسمى الحكم

والثانى أن هذه معان قائمة بذاته وهذا ايضا اثبته مثبتة الصفات السلف والأئمة والمنتسبون الى السنة من عامة الطوائف

والثالث الاحوال وهو العالمية والقادرية وهذه قد تنازع فيها مثبتوا الصفات ونفاتها فأبو هاشم واتباعه يثبتون الاحوال دون الصفات والقاضى ابو بكر واتباعه يثبتون الاحوال والصفات وأكثر الجهمية والمعتزلة ينفون الاحوال والصفات

وأما جماهير أهل السنة فيثبتون الصفات دون الأحوال وهذا لبسطه موضع آخر

والمقصود هنا الكلام على التركيب لفظا ومعنى وبيان أن هؤلاء لهم فيه اصطلاح مخالف لجمهور العقلاء وانهم مضطرون الى الاقرار بثبوت ما نفوه ولكن هؤلاء يقولون هذا اشتراك والاشتراك تشبيه ويقولون هذه أجزاء وهذا تركيب من هذه الاجزاء ثم أنهم لا يقدرون على نفى هذا الذى سموه اشتراكا وتشبيها ولا على نفى هذه الامور التى سموها اجزاء وتركيبا وتقسيما فانهم يقولون هو عاقل ومعقول وعقل ولذيذ ولذة وملتذ وعاشق ومعشوق وعشق

وقد يقولون هو عالم قادر مريد ثم يقولون العلم هو القدرة والقدرة هى الارادة فيجعلون كل صفة هى الاخرى ويقولون العلم هو العالم وقد يقولون هو المعلوم فيجعلون الصفة هى الموصوف أو هى المخلوقات

وهذه اقوال رؤسائهم وهى فى غاية الفساد فى صريح المعقول فهم مضطرون الى الاقرار بما يسمونه تشبيها وتركيبا ويزعمون أنهم ينفون التشبيه والتركيب والتقسيم فليتأمل اللبيب كذبهم وتناقضهم وحيرتهم وضلالهم ولهذا يؤول بهم الأمر الى الجمع بين النقيضين أو الخلو عن النقيضين ثم أنهم ينفون عن الله ما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لزعمهم أن ذلك تشبيه وتركيب ويصفون أهل الاثبات بهذه الاسماء وهم الذين الزموها بمقتضى اصولهم ولا حيلة لهم فى دفعها فهم كما قال القائل ... رمتنى بدائها وأنسلت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير