تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى ايضا عن حرب قال هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الحديث والأثر وأهل السنة المعروفين بها وهو مذهب أحمد بن حنبل واسحق بن راهويه والحميدى وغيرهم كان قولهم أن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء ليس كمثله شىء وهو السميع البصير

وروى أيضا عن حرب قال قال اسحق بن إبراهيم لا يجوز لأحد أن يتوهم على الخالق بصفاته وأفعاله توهم ما يجوز التفكر والنظر فى أمر المخلوقين وذلك أنه يمكن أن يكون موصوفا بالنزول كل ليلة اذا مضى ثلثاها إلى السماء الدنيا كما شاء ولا يسأل كيف نزوله لأنه الخالق يصنع كيف شاء

وروى أيضا عن محمد بن سلام قال سأل فضالة عبدالله بن المبارك عن النزول ليلة النصف من شعبان فقال عبدالله يا ضعيف تجد خداى خوشيركن ينزل كيف شاء

وروى عن ابن المبارك قال من قال لك يا مشبه فاعلم أنه جهمى

وقال عبدالرحمن بن منده إياك أن تكون فيمن يقول أنا أومن برب يفعل ما يشاء ثم تنفى ما فى الكتاب والسنة مما شاء الله وأوجب على خلقه

الإيمان به افاعيله كل ليلة أن ينزل بذاته من العرش إلى السماء الدنيا والزنادقة ينكرونه بزعمهم أن الله لا يخلو منه مكان

وروى حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد عن جرير عن ليث عن بشر عن أنس أن النبى قال اذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته

قلت ضعف أبو القاسم إسماعيل التميمى وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعا ورواه إبن الجوزى فى الموضوعات وقال أبو القاسم التميمى ينزل معناه صحيح أنا اقر به لكن لم يثبت مرفوعا إلى النبى وقد يكون المعنى صحيحا وأن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور كما لو قيل أن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض وهو بنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته إستوى على العرش ونحو ذلك من أفعاله التى فعلها هو بنفسه وهو نفسه فعلها فالمعنى صحيح وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا

فهذا تلخيص ما ذكره عبدالرحمن بن منده مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قوله ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا اذا مضى ثلث الليل الأول فيقول انا الملك من ذا الذى يسألنى فأعطيه من ذا الذى يدعونى فأستجيب له من ذا الذى يستغفرنى فأغفر له فلا يزال

كذلك الى الفجر وفى لفظ إذا بقى من الليل ثلثاه يهبط الرب الى سماء الدنيا وفى لفظ حتى ينشق الفجر ثم يرتفع وفى رواية يقول لا أسأل عن عبادى غيرى من ذا الذى يسألنى فأعطيه وفى رواية عمرو بن عبسة أن الرب يتدلى فى جوف الليل الى السماء الدنيا وفى لفظ حتى ينشق الفجر ثم يرتفع وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق وكذلك ليلة النصف من شعبان وذكر نزوله يوم القيامة فى ظلل من الغمام وحديث يوم المزيد فى يوم الجمعة من أيام الآخرة وما فيه من ذكر نزوله وارتفاعه وأمثال ذلك من الاحاديث وهو ينكر على من يقول أنه لا يخلو منه العرش ويجعل هذا مثل قول من يقول إنه فى كل مكان ومن يقول انه ليس فى مكان

وكلامه من جنس كلام طائفة تظن أنه لا يمكن الا أحد القولين قول من يقول انه ينزل نزولا يخلو منه العرش

وقول من يقول ما ثم نزول أصلا كقول من يقول ليس له فعل يقوم بذاته باختياره

وهاتان الطائفتان ليس عندهما نزول إلا النزول الذى يوصف به أجساد العباد الذى يقتضى تفريغ مكان وشغل آخر ثم منهم من ينفى النزول عنه ينزهه عن مثل ذلك ومنهم من أثبت له نزولا من هذا الجنس يقتضى تفريغ مكان وشغل آخر فأولئك يقولون هذا القول باطل فتعين الاول كما يقول من يقابلهم ذلك القول باطل فتعين الثانى وهو يحمل كلام السلف يفعل

ما يشاء على أنه نزول يخلو منه العرش ومن يقابله يحمله أن المراد مفعول منفصل عن الله

وفى الجملة فالقائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة ولم ينقل عن أحد منهم باسناد صحيح ولا ضعيف أن العرش يخلو منه وما ذكره عبدالرحمن من تضعيف تلك الرواية عن اسحاق فقد ذكرنا الرواية الاخرى الثابتة التى رواها ابن بطة وغيره وذكرنا أيضا اللفظ الثابت عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد رواه الخلال وغيره

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير