تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واذا قاله لهم على سبيل الالزام لم يلزم أن يكون موافقا لهم عليه وهو لا يحتاج الى أن يلتزم هذا فان هذا الحديث له نظائر كثيرة فى مجىء أعمال العباد والمراد مجىء قراءة القارىء التى هى عمله وأعمال العباد مخلوقة وثوابها مخلوق

ولهذا قال أحمد وغيره من السلف أنه يجىء ثواب القرآن والثواب إنما يقع على أعمال العباد لا على صفات الرب وأفعاله

وذهب طائفة ثالثة من أصحاب أحمد الى أن أحمد قال هذا ذلك الوقت وجعلوا هذا رواية عنه ثم من يذهب منهم الى التأويل كابن عقيل وابن الجوزى وغيرهما يجعلون هذه عمدتهم حتى يذكرها أبو الفرج بن الجوزى فى تفسيره ولا يذكر من كلام أحمد والسلف ما يناقضها

ولا ريب أن المنقول المتواتر عن أحمد يناقض هذه الرواية ويبين أنه لا يقول أن الرب يجىء ويأتى وينزل أمره بل هو ينكر على من يقول ذلك

والذين ذكروا عن أحمد فى تأويل النزول ونحوه من الأفعال لهم قولان

منهم من يتأول ذلك بالقصد كما تأول بعضهم قوله ثم استوى الى السماء بالقصد وهذا هو الذى ذكره ابن الزاغونى ومنهم من يتأول ذلك بمجىء أمره ونزول أمره وهو المذكور فى رواية حنبل

وطائفة من أصحاب أحمد وغيرهم كالقاضى أبى يعلى وغيره ممن يوافق أبا الحسن الاشعرى على أن الفعل هو المفعول وأنه لا يقوم بذاته فعل اختيارى يقولون معنى النزول والاستواء وغير ذلك أفعال يفعلها الرب فى المخلوقات وهذا هو المنصوص عن أبى الحسن الاشعرى وغيره قالوا الاستواء فعل فعله فى العرش كان به مستويا وهذا قول أبى الحسن بن الزاغونى

وهؤلاء يدعون أنهم وافقوا السلف وليس الأمر كذلك كما قد بسط فى موضعه

وكذلك ذكرت هذه رواية عن مالك رويت من طريق كاتبه حبيب بن

أبى حبيب لكن هذا كذاب باتفاق أهل العلم بالنقل لا يقبل أحد منهم نقله عن مالك ورويت من طريق آخرى ذكرها ابن عبدالبر وفى اسنادها من لا نعرفه

وإختلف أصحاب أحمد وغيرهم من المنتسبين الى السنة والحديث فى النزول والاتيان والمجىء وغير ذلك هل يقال أنه بحركة وانتقال أم يقال بغير حركة وانتقال أم يمسك عن الاثبات والنفى على ثلاثة أقوال ذكرها القاضى أبو يعلى فى كتاب إختلاف الروايتين والوجهين

فالأول قول أبى عبدالله بن حامد وغيره

والثانى قول أبى الحسن التميمى وأهل بيته

والثالث قول أبى عبدالله بن بطة وغيره ثم هؤلاء فيهم من يقف عن اثبات اللفظ مع الموافقة على المعنى وهو قول كثير منهم كما ذكر ذلك أبو عمر بن عبدالرحمن وغيره

ومنهم من يمسك عن اثبات المعنى مع اللفظ وهم فى المعنى منهم من يتصوره مجملا ومنهم من يتصوره مفصلا اما مع الاصابة واما مع الخطأ

والذين اثبتوا هذه رواية عن أحمد هم وغيرهم ممن ينتسب الى السنة والحديث لهم فى تأويل ذلك قولان

أحدهما أن المراد به اثبات أمره ومجىء أمره والثانى أن المراد بذلك عمده وقصده وهكذا تأول هؤلاء قوله تعالى ثم استوى الى السماء وهى دخان قالوا قصد وعمد

وهذا تأويل طائفة من اهل العربية منهم أبو محمد بن عبدالله بن قتيبة ذكر فى كتاب مختلف الحديث له الذى رد فيه على أهل الكلام الذين يطعنون فى الحديث

فقال قالوا حديث فى التشبيه يكذبه القرآن والاجماع قالوا رويتم ان رسول الله قال ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فى ثلث الليل الآخر فيقول هل من داع فأستجيب له أو مستغفر فأغفر له و ينزل عشية عرفة الى أهل عرفة و ينزل ليلة النصف من شعبان وهذا خلاف لقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا وقوله وهو الذى فى السماء إله وفى الارض إله

فقد أجمع الناس أنه يكون بكل مكان ولا يشغله شأن عن شأن

ونحن نقول فى قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم أنه معهم بالعلم بما هم عليه كما تقول لرجل وجهته الى بلد شاسع ووكلته بأمر من أمرك

احذر التقصير والاغفال لشىء مما تقدمت فيه اليك فانى معك يريد أنه لا يخفى على تقصيرك أو جدك بالاشراف عليك والبحث عن أمورك فاذا جاء هذا فى المخلوق والذى لا يعلم الغيب فهو فى الخالق الذى يعلم الغيب أجوز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير