تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 06 - 04, 07:37 م]ـ

بارك الله فيك يا أخ أبا أسيد و رزقنا و إياك البصيرة في الدين و العمل به.

أخي الفاضل نحن اليوم نحتاج أشد الحاجة لمذاكرة علومنا و مدارستها لم في ذلك من الفوائد العظيمة من تثبيتها و مراجعتها و استدراكها و نمائها.

و أما ما ذكرته من أقوال علماء الدعوة فتدبره ينبهنا إلى أمور:

قولك (قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد (الدرر10\ 142):"من مات على الشرك قبل بلوغ

هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه

مات على الكفر ... )، قال الشيخ -:"وقوله مات على الكفر أي كفر شرك").

انظر كلام الشيخين في التفريق بين الشرك و الكفر فبينا أولا إنه إذا مات على الشرك ثم حكما بكفره و هما حكما بالظاهر و أما أمره إلى الله و المراد هل أقيمت الحجة فهذا عند الله كما قال ابن القيم رحمه الله (والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) فمن كان من أهل الفترة و لم تقم عليه الحجة ظاهرا يعامل معاملة الكفار كالأطفال و المجانين و الهرم كما هو ثابت في حديث أبي هريرة و الأسود بن سريع فليس معنى أننا لا نعلم هل أقيمت عليهم الحجة أم لا؟ نعاملهم في الدنيا معاملة المسلمين أو نتوقف فيهم.

فكلام أبناء الشيخ موافق لما قرره ابن القيم رحمه الله.

و تتتمة كلام أبناء الشيخ رحمهم الله تبين ذلك ( .... فلا يدعى له ولايضحى له و لايتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).

فكل هذه الأحكام هي أحكام الكفار لا المسلمين.

ثم أنهم فرقوا بين من كان كفره ظاهرا إذا لم يعلموا هل أقيمت عليه الحجة أم لا؟

بقولهم (فهذا ظاهره أنه مات على الكفر) و قالوا (وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).

و إذا أقيمت عليه الحجة و عاند قالوا (فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر و الباطن).

فبهذا يتبين مرادهم بالحكم عليه ظاهرا بالكفر و هذا يكون متى لم نعلم إقامة الحجة عليه.

و أما ظاهرا و باطنا فيكون بعد إقامة الحجة عليه.

و هذا الكلام يتماشي تماما مع ما قررناه من التفريق بين الكفر و الشرك و أن الكفر يكون بعد إقامة الحجة و أما الشرك فهو سبب الكفر و الكفر شرط التعذيب.

و انظر كلام ابن القيم هذا و قارنه بكلام علماء الدعوة تجد أنه خرج من مشكاة واحدة هي مشكاة ألفاظ و معاني الكتاب و السنة (بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول) فمراد ابن القيم هنا هو عينه مراد علماء الدعوة بالحكم على من دان بدين غير الإسلام بالكفر ظاهرا و أما الحكم بالكفر باطنا فهذا موكول إلى الله تعالى مشروط بإقامة الحجة عليهم.

و على التفصيل الذي ذكرناه يحمل كلام الشيخ حمد بن معمر و هي تقريبا نفس الألفاظ لا تحتاج إعادة بيان.

و الله أعلم

ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:23 م]ـ

جزاكم الله شيخنا الفاضل على هذه الفوائد المهمة.

شيخي الكريمالفاضل نقل اجماع ائمة الدعوة على ان زمن شيخي الاسلام كان زمن فترة، فهل نقل الاجماع عل هذا أحد غيره؟ و لم كان زمنهم زمان مع وجود القران و القوم عرب فيهم الادباء و الشعراء و المتكلمون؟ ام ان الكتاب لا يكفي لاقامة الحجة اذا لم يكن هنالك دعاة للتوحيد (انظر باب 16 باب الفترة من الحقائق، و انظر ايضاباب 48 و باب 49 من الحقائق).

الرجاء مراجعة بريدكم الخاص

وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:40 ص]ـ

عذرا سقطت كلمة فترة من قولي: ولم كان زمنهم زمن (فترة)؟

ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ

الذين يظهر من تتبع لفظتي (الشرك) و (الكفر) نجد أنهما يندرجان تحت قاعدة: (إذا اجتمعا افترقا، و إذا افترقا اجتمعا) كلفظ الإيمان و الإسلام، و لفظي الفقير و المسكين و نحو ذلك

و لو رجعنا إلى مدلول الكلمتين من ناحية اللغة لظهر الفرق بينهما و ما فيهما من اتحاد

و لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع لكتاب الفروق لأبي هلال العسكري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير