تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الدرعمى]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:58 ص]ـ

أخى الكريم أبو المسور المصرى

السلام عليم ورحمة الله وبركاته .. وبعد

فإن ما ذكرته من فهمك لمسألة الألفاظ المحتملة هو قريب جدًا من فهم المعتدلين من متأخرى الأشاعرة وقد صرح بقولك هذا الأمدى فى أبكار الأفكار والأصوب أخى الكريم عدم التفريق فننسب إلى الله تعالى صفة العلو مطلقًا ولم نجد عند أحد من السلف هذا الذى ذكرته رحمك الله فهى إذا طريقة بعض متأخرى الأشاعرة.

وكذلك ما ذكرته من قول بعضهم فى المجىء فهو محاولة منهم للتقارب مع منهج أهل السنة.

وهذا يختلف عن إثبات جسم لله تعالى فهو قول باطل فاسد لا يقبل غير ذلك، ولم يصرح بذلك إلا بعض الغلاة كهشام بن الحكم وكذلك لفظ التحيز لفظ باطل وإنما ذكروا أنه تعالى بائن من خلقه ولم يقولوا منحاز عن خلقه ولفظ التحيز والجهة مما يلزم به الأشاعرة والمعتزلة أهل السنة لإثباتهم صفة العلو وهو خطأ منهم لأن العلو ليس بمعنى التحيز فى الجهة المشار إليها.

أما تأثر ابن حبان بالأشاعرة فلا علم لى به وأما تأثر الزركشى -وأظنك تقصد صاحب البحر المجيط رحمه الله تعالى - بالأشاعره فواضح خاصة فى مقدمة البحر المحيط واعلم أخى الكريم أن من قال بهذا التقسيم ونسب ما نسب إلى الصحابه فأحسن الظن به أنه من جملة الأشاعرة وإن لم يخض فى الكلام.

وأما ابن كلاب فلم يخرج عن مذهب أهل السنة ولا صلة له بالأشاعرة وقد أثنى عليه ابن تيمية خيرًا بل ويصفه أحيانًا بأنه صنو للإمام أحمد وأنه من حذاق المثبته ولعل ذلك كان فى معرض دفاعه عنه ضد ابن المطهر الحلى وإلا فقد تعاطى ابن كلا ب رحمه الله تعالى الكلام وخاض فيه وأما

وأما مسألة عدم تفضيل آى القرآن على بعض فلم تنسبها أخى الكريم لابن كلاب والأشاعرة؟؟! وكأنك لا ترى أن ذلك هو مذهب أهل السنة.

أما ما أشرت إليه من قضية التأويل فاعلم أيها الأخ الكريم أنه من أهم ما فارق به الأشاعرة مذهب أهل السنة فقد رأو ا خاصة المتأخرين منهم أن فى إثبات بعض الصفات الخبرية تعارضًأ مع مبدأ التنزيه ورأوا أنه للخروج من تلك المعارضة يجب اللجوء إلى أحد الخيارات التالية:

1 - إخراج مضمون السياق إلى معنى آخر لا تقع معه المعارضة ومن أمثلته تأويلهم لقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) بأنه كناية عن اشتداد الأمر ولهم فى ذلك مستند من الأثر فهم لا يتعرضون فى تفسيرهم لذلك مجرد التعرض لما قيل فيها من إثبات صفة خبرية طالما ورد أثر بإخراج مضمون السياق إلى معنى آخر لا تقع معه المعارضة التى زعموها (راجع التفسير الكبير)

2 - تفسيرها بمعن آخر لا تقع معه المعارضة المزعومة:

ومن أمثلته قولهم فى صفة العلو الواردة فى قوله تعالى: (أأمنتم من فى السماء) قالوا ((ولم لا يكون تقدير الآية الملك الموكل بالعذاب)) والفرق بينه وبين النوع السابق أنهم غير مستندين فيه إلى أثر وهو قريب من التأويل المحض.

3 - تأويلها بمعانى تعود إلى الصفات السبع:

ومثاله تأويلهم اليد فى قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) بالقدرة، والعين فى قوله تعالى (ولتصنع على عينى) بالبصر أوالعناية وللوجه فى قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك) بالذات.

أما المتقدمون منهم فلم يؤثر عنهم تأويل إلا ما يوهم حدوث الصفات فى ذاته تعالى كتأويل الرضا والمحبة والإرادة وكذلك تأويل الضحك والغضب والتردد مما وردت به الآثار.

ولا ينبغى إغفال محاولة بعض الأشاعرة وضع ضابط لظاهرة التأويل والتى خرجت بهم عن متابعة أسلافهم كما فعل الغزالى وصنف فى ذلك (قانون التأويل) ولكن هيهات ثم هيهات.

واعلم أخى الكريم ان التأويل فرع عن التشبيه وهذه مسألة فى غاية الدقة فإنهم لو لم يشبهوا ما أولو فتأمله.

أشكرك أخى الكريم على طرحك لهذه الأسئلة التى تدل على دقيق فهمك وهدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.

ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[19 - 07 - 04, 05:09 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير