تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[17 - 08 - 04, 06:33 م]ـ

الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله

كنت أتمنى أن تمنح كلامي السابق من وقتك وذهنك أكثر مما منحتَه , وقد كنت أخشى عليك هذا فنصحتك بطول التأمل.

أنا ناقشت كلام ابن حزم من جهات ثلاثة لم أرك وعيت عني معاقدها , وذهبتَ تبحث فيما يمكن لك أن تقول فيه شيئا.

ولم نصل بعد إلى البحث في حكم التولي مطلقا , وكلام أهل العلم كالشافعي وابن تيمية وغيرهما , وحديث حاطب , و ... . فلا تعجل! فقد ادخرتُ كل شيء لموضعه! وإنما نحن نبحث الآن في كلام ابن حزم من حيث فهم كلامه ودلالته على الإجماع.

فتأمل – رعاك الله – مرة أخرى ..

فابن حزم إنما بنى حكمه الذي ذكره لأنه هو ظاهر الآية عنده , كما قال: «وصحَّ أن قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط , وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين».

فلزم أن نبحث في ثلاثة أمور:

الأول: ما هو هذا الظاهر الذي فهمه ابن حزم؟

وقد اجتهدت في فهم مراد ابن حزم بالتولي من مجموع كلامه , فإن رأيت فيما فهمتُه غلطًا عليه فبينه مع دليله. وإن بدا لك فهم آخر فبينه مع برهانه.

وقد رددت على من فسر كلامه بالاصطلاح الحادث المفرِّق بين «التولي» و «الموالاة» وإعطاء كل منهما معنى خاصا؛ لأنه لا يمكن أن نفسر كلامه باصطلاح حدث بعده. ولم أقل: إن تفسير «التولي» بالنصرة مصطلح حادث , بل هو من أظهر معاني اللفظ اللغوية , ولكن البحث: هل كل نصرة تكون تولِّيًا؟ , فلا تستدل بالدعوى نفسها فإن ذلك معيب. وابن حزم الذي نريد فهم مقصوده بالتولي لم يكفِّر بكل نصرة , كما بينته في كلامي.

الثاني: أن ابن حزم مادام قد ذكر أن حكمه مبني على ظاهر الآية , فلا بد أن نرى هل خالفه غيره في فهم هذا الظاهر؟ فنقلتُ عن ابن الجوزي نقله قولين في معنى الآية ليس فيهما ما قاله ابن حزم. وحسبي هذا في البرهنة على أن هذا الذي قاله ابن حزم ليس إجماعا في فهم ظاهر الآية , وإنما هو فهمه هو. وهذا يفيدنا جدا عند البحث في نفي الاختلاف الذي ذكره بناء على فهمه لهذا الظاهر.

وأما قولك هنا: «بل إن ابن الجوزي رحمه الله لم يتعرض كما سبق لتفسير التولي، وإنما حكى خلافا في معنى الآية لا في حكم الإعانة، وهذا الخلاف الذي حكى (بعض أقواله) ولم يصرح بقائليها هو خلاف تنوع يكثر إيراده في كتب التفسير كماقرره غير واحد من أهل التحقيق. وقد سبق أن ابن الجوزي عنى بالتولي هنا (مطلق الموالاة) لا النصرة والإعانة، ولم يسق هذا تفسيرا للتولي وإنما حكاه معنى مجملا للآية لايعارض غيره من المعاني» = فغريبٌ غريب.

ومصادرة الأمور بهذا الشكل لا تصلح للمنصفين.

الثالث: هل فيما ذكره ابن حزم حكاية إجماعٍ معتبر؟

وقد بينت أنه ليس كذلك , وأنه فهم ابن حزم وقوله , وحسب. واستدللت على ذلك.

ولم يكن من حجتي أنه لم ينقل الإجماع قبله أحد , كما فهمتَ ذلك واستطلت به. وإنما كان من قرائن رد الإجماع (المفهوم من كلامه) أنه لم ينقل القول بما تضمنه من الحكم عن السابقين الذين هم مادة الإجماع وأفراده. وهذه هي عادته التي لم تحسن فهم مرادي بها.

فهل تسطيع أن تبحث في هذه القضايا وتناقش تقريري بوضوح وإنصاف بعيدا عن التشتيت والتشعيث؟

(لم أتعرض لمناقشتك في كل ما رأيتك زللت فيه في تعقيبك هذا؛ لأنه أمر إن استرسلنا فيه خرجنا عن الموضوع محل البحث , وهو ما لا أريده).

ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - 08 - 04, 01:08 ص]ـ

أخي الكريم أبو حاتم

ماعندي في التعليق على اعتراضك على هذا النقل وضعته بين عينيك، ولا مزيد عندي عليه.

وأرغب من فضيلتك أن تراعي ترتيب الحجج ومحل الاحتجاج بها.

فتعليقي على كلام ابن الجوزي بما نقلته أنت وعقبت عليه

إنما أردت به أن تحكم على قولك بقولك، فأنا لم أسقه توجيها لكلام ابن الجوزي رحمه الله وإنما قلت لك قبل سوقه:

"أن لغيرك أن يدعي أن العلماء (المفقودين) الذي اشترطوا لتكفير من تولى الكفار أن يحب دينهم، لهم فهم خاص) لمعنى التولي، وهو أن التولي عندهم هو (مطلق الموالاة) لا الإعانة والنصرة وهو الذي عناه ابن الجوزي بقوله ... "

فالكلام موصول لم أستأنفه من قولي: " وهو الذي عناه ... "

فحكمت عليه أنت بقولك:

" ومصادرة الأمور بهذا الشكل لا تصلح للمنصفين "

وقولك: " غريب غريب ".

مع أنه أحد لوازم توجيهك لكلام ابن حزم بهذا التوجيه الذي لم تفهم حتى الآن وجه اعتراضي عليه بهذا التوجيه لكلام ابن الجوزي!

فالظاهر الذي يريده ابن حزم هو " الظاهر " وكفى.

=======================

ولأن لي أخي الفاضل تجربة سابقة في التباحث في مثل هذه المسائل كما في القسم الأول من هذا الموضوع، فقد قلت لك:

"وأرجو منك قبل الانتقال إلى النص الثاني، أن تنقل كلام الشافعي الذي فهمت منه مخالفته للمسألة، ليحصل التباحث فيه، وإلا فالانتقال إلى مبحث آخر أولى، إذ قد فهمت وجه اعتراضك على هذا النقل للاجماع وأنت رأيت جوابي، فالبحث عن (نص) نجمع على دلالته أولى من الوقوف طويلا عند كل اختلاف ".

=======================

فهل ترى أن ننتقل إلى النص الثاني، وندع الحكم على هذا النص لغيرنا من " المنصفين "؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير