تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأراد أن يوهم الناس ان هذا أقوى الاعتراضات حتى يقيسون على ما بعده. ورغم مغالطة هذا الاعتراض فلا هو أفلح في فهم مراد شيخ الاسلام ولا هو أفلح في رده على فهمه السقيم وهذا من عجائب الزمن.

(يدعي ابن تيمية أن حصر المناطقة لطرق تحصيل التصورات النظرية في الحد ضعيف، وذكر دليلا على ذلك) أنتهى.

وهذا من العماية والعجلة فشيخ الاسلام رحمه الله يذكر أنه لادليل صحيح على هذا (الحصر) فأنت أذا أردت ان نتقد الكلام لابد ان تقدم دليلا صحيحا على الحصر ثم تتكلم.

ثم قال شيخ الاسلام ان من الادلة على ضعف هذا القول مسألة الدور.

فأذا أدرت ان ترد فتأمل في الكلام قبل التعجل وخاصة مع جهابذة أهل العلم.

فتصويره لكلام شيخ الاسلام ناقص بارد. ولعله تعمده لانه لايقدر على مناقشة حصر المعارف النظرية لانه يتلقاها مسلمة لاشية فيها.

وهذا المتعالم يجهل ان شيخ الاسلام لاينكر الحد بمعنى الرسم المفيد للتصور بل ينكر الحد الذي هو بمعنى ((التام)) المفيد (للماهية) عند أمثاله لانه مركب من جنس وفصل أي ماهية والماهيات عند شيخ الاسلام ليس لها وجود خارجي.

أضافة الى انه لايمكن التفريق بين اللازم والعرضي وهذا يأتي مزيد كلام عليه في الاعتراض الثالث.

فهو يجلب مقدمة طويلة عريضة لتعمية جهله في وسائط المعرفة عند المناطقة وليته سكت!!

ولكن كالعادة أتي بالزيادات التى تبين عن جهله وتفصح عن قلة علمه!

وكلام شيخ الاسلام صحيح ظاهر أذ ن الحاد الاول لايمكن ان يعرف ماهية المحدود بطريق الحد أبدا.

لانه يلزمه ان يعرف الذاتيات ويفرق بينها وبين العرضيات ثم يذكر الجنس والفصل القريبين وهذا لايكون الا بطريق الحس ولا تتصور الماهية بطريق الحد أبدا. وبيان هذا يطول.

أذا فكلام شيخ الاسلام لاشك صحيح لان الحد يعود في أصل وضعه الى الحس.

والغريب أن هذا المتعالم يقول بعد سطور:

(بناءا على ذلك فالتعريفات هي الطريقة بالفعل إلى إدراك التصورات النظرية، إذ لا طريق لفظيا وضعيا غيرها ينفع في ذلك)

والغريب أيضا أنه لما أتي بالاعتراض الثاني والذي هو فرع من الاول، لوكان يعقل!

تناقض في نفسه أشد النتناقض وتعسف في الرد وهذا كله من أثر المنطق على العقل والقلب.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 08 - 04, 02:09 م]ـ

الاعتراض الثاني:

قال شيخ الاسلام:

(الموضع الثاني وهو أن يقال إن الحد لا تعرف به ماهية المحدود بحال، بخلاف البرهان فإنه دليل إلى المطلوب أما بالنسبة إلى الحادِّ فلأنه عرف الشيء قبل أن يحده، وإلا لم يحصل حده، لأن الحد يجب أن يطابقه عموما وخصوصا، ولولا معرفته به قبل أن يحده لم تصح معرفته بالمطابقة، وأما بالنسبة إلى المستمع فلأن معرفته بذلك إذا لم تكن بديهية ولم يقم الحاد عليه دليلا امتنع أن يحصل له علم بمجرد دعوى الحاد المتكلم بالحد، ولهذا تجد السامع يعارض الحد ويناقضه في طرده وعكسه، ولولا تصور المحدود بدون الحد لامتنعت المعارضة والمناقضة.

وإنما فائدة الحد التمييز بين المحدود وغيره لا تصويره، وهو مطابق لاسم الحد في اللغة، فإنه الفاصل بينه وبين غيره، وذلك أنه قد يتصور ماهية الشيء مطلقا. مثل من يتصور الأمر والخبر والعلم فيتصوره مطلقا لا عاما، فالحد يميز العالم الذي يدخل فيه كل خبر وعلم وأمر، ومن هنا يتبين لك أن الذي يتصور بالبديهة من مسميات هذه الأسماء وهو الحقيقة المطلقة غير المطلوب بالحد، وهو الحقيقة العامة، ثم التمييز للأسماء تارة وللصفات أخرى، فالحد إما بحسب الاسم وهو الحد اللفظي الذي يحتاج إليه في الاستدلال بالكتاب والسنة وكلام كل عالم، وإما بحسب الوصف وهو تفهيم الحقيقة التي عرفت صفتها، وهذا يحصل بالرسم والخواص وغير ذلك.) اهـ

ملخص كلام شيخ الاسلام: أن الحد لاتعرف به الماهية كما يزعم نظارهم بل يفيد: تمييز المحدود (وهذا هو معنى الحد في اللغة)، والتمييز يكون على درجات.

فمنه الحقيقة المطلقة وهي التى تعرض بداهة باللفظ كمسمى المصدر مثل ضرب محمد أو مطلق الاسم (كمحمد) فهذه الحقيقة تنال بالحد اللفظي وهي كالتمييز وأما الحقيقة العامة وهي التى يعرف بها نوع الفعل، والمحدود إن كان اسما حصل له التمييز وان كان وصفا فلا بد من معرفة الصفة بالتعريف الرسمي او غيره. هذا ملخص كلام شيخ الاسلام رحمه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير