تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكالعادة أكثر هذا المعترض من الكلام الانشائي الغريب فلا تدري على أي هدى يسير و أي طريق يسلك!!

و بعض كلامه أعجمي خالص يحتاج الى (حد تام) وناقص لفهمه!

فهو يتكلم عن الحاد وهذا كلام لايفيد لان الكلام على الذي يسمع الحد هل يفيده الحد في معرفة الماهية أم لا؟

وهذا الذي قرره شيخ الاسلام وحاول المعترض أن يخرج بنظرية (ترقيع) جديد وهي ان أن الحد لايفيد في معرفة عين المحدود ولكن يعطينا معرفة مفصلة للمحدود.

ولاأدري هل هذا الرجل يتكلم عن نفسه أم يتكلم على لسان المناطقة!!

فهو يقرر ان المستمع للحد لايستفيد من الحد الا بشرط التسليم المطلق لقول الحاد، مع انه يقرر في كتابه (ولهذا صنف كتابة) أن المنطق علم يعرف به الحق بالادلة؟؟

و هو علم بنى عليه عقيدته الاشعرية (كما يصرح بنفسه في أول الكتاب) فهو يصرح بأنهم بنو أعتقادهم على المنطق اليوناني.

ومع هذا يقول ان الحد لايمكن الانتفاع به الا اذا سلمت بصدق الحاد؟

مع ان الاقرار بصدق الحاد في نفسه لايعنى صدقه في نفس الامر إذ يحتمل غلطه.

ولم يفرق بين هاذين الامرين فهو يجعل صدق الحاد عبارة عن صدق نفس الامر.

مع ان هذا ليس بلازم.

قال المعترض: (وقد نص المناطقة كما ذكرنا أن الحدَّ لا يقام عليه البرهان، ولذلك فإن المستمع إذا أراد أن يعرف صحة هذا الحد الملقى إليه، فعليه أن يسير في طريقة التركيب الاستدلالية التي سار فيها الحادُّ مِن قَبْلِهِ ليتأكدَ مما يريد).

وطريقة التركيب الاستدلالية المخترعة عنده هي طريقة الحس.

فإذا الحد لايفيد معرفة المحدود الا بطريقتين عنده:

الاولى: وهي الطريقة التى يقولها شيخ الاسلام وتعرفها العقلاء هي طريقة تصور الحد أما بالمشاهدة او بالاحساس او غيرها من طرق الحس.

الثانية: أن يسلم السامع بالحد المسموع له وهذا أيضا لن يفيده التصور الكامل بل سوف يعرف صورة ملخصة عن المحدود.

أذا لايمكن الاقرار بصدق الحد بطريق الحد المخبر! لان خبره يحتمل الصدق والكذب أما في نفسه أو في نفس الأمر.

فأذا طلبت من السامع ان يصدق بقول المحدود مطلقا كان هذا منافيا لدعواك بأن المنطق طريق يقيني للمعرفة بل صار اشبه بالطلسمة، فكيف يفيد الحد معرفة يقينية وانت تقول انه لابد للسامع اذا اراد معرفة صدق الحاد أن يتبع نفس طريق الحاد في المعرفة وهو طريق (الحس) أو ما تسميه (التركيب).

لأن الحد لايمكن البرهنة علي صدقه أو كذبه!

وهذا المعترض لم يفهم كلام شيخ الاسلام ولم يفهم هو كلام نفسه إذ لو تدبر كلامه لعلم أنه في واد وكلام شيخ الاسلام في واد.

يقول المعترض: أن الحد لايمكن به معرفة (عين المحدود) بل هو يعطينا ملخص عن ماهية المحدود.

قلت: وبهذا يتميز عن الاسماء بأن الاسماء لمطلق التمييز بينما الحد يفيد (بعض التصور) بذكر الماهيات وهذا معنى الشرح او التعريف بالرسم.

وشيخ الاسلام رحمه الله يقول ان معرفة الماهيات وتحديد اللازم منها والعرضي عسر، وهذا الذي لم يستطع المعترض رده كما في الاعتراض الثالث.

فشيخ الاسلام يقول: أن تصور المحدود لايمكن بدون العلم بصدق قول الحاد وصدق قول الحاد لايعلم (بمجرد الخبر) فلا يعلم المحدود بالحد.

لأن الحد ليس من جنس الاخبار الغيبية.

ويكفى في رد كلامه أن ننظر الى الشرع: فقد بين الشارع الكثير من من المعارف والاسماء الجديدة التى لم تكن معروفة من قبل كلفظ الزكاة وغيرها.

فهل احتاج الشارع في بيان هذه المعارف الجديدة الى الحد الارسطي العتيق!

بل تجد ان أكثر حدود الشارع من من جنس ما يسمونه (التعريف بالرسم).

فهل هناك أدق من تصوير الشارع لاحكام جديدة مرتبطة بعمل المكلفين؟

وعلى العموم الرد عليه في هذا الباب مبنى على الاعتراض الثالث وهو أهم الاعتراضات وأقواها هو التمييز في الماهيات بين اللازم و العرضي.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:05 م]ـ

الاعتراض الثالث من شيخ الاسلام رحمه الله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير