تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم فكها وغيَّر تركيبها وضرب بها ضرباً آخر، فنام كل من كان في المجلس حتى

البواب! فتركهم نياماً وخرج!

وإليك هذه الفقرة التهويلية التي يمهد فيها لاكتشاف الصحابة والتابعين للمنهج

- والذي سبق أن سميناه منهج البوطي - ليقول:

(الآن، وقد اتضح لك ذلك؛ ينبغي أن نتبين حجم المشكلة الخطيرة التي

انبثقت عن ذلك التطور الكبير، صحيح أن تلك العوامل أدت إلى خروج الصحابة

من نطاق حياتهم الخاصة المتميزة التي فتحوا أعينهم من داخلها (مرجع الضمير هنا

على حياتهم الخاصة أو على أعينهم؟! البوطي أعلم، وعلى كلا التقديرين فالكلام

مستقيم! وهذه صفة جوامع الكلم!) على الإسلام ومبادئه، وساحوا تحت وطأة

ظروف لا قِبَلَ لهم بالإحاطة بها أو السيطرة عليها، (مساكين الصحابة - رضي الله

عنهم -!) في حياة جديدة (الجار والمجرور متعلق بساحوا) ذات آفاق أوسع غير

أن المشكلة التي واجهتهم (انتبه! هذه مشكلة المشاكل) أنهم نظروا، فوجدوها آفاقاً

بعيدة لا تستبين لها معالم ولا حدوداً. وليس في يدهم من وراء النصوص (نصوص

كل من القرآن والسنة) مقياس يحددون به معالم تلك الحياة، بحيث يقيمون على

أساسه ضوابط للسير فيها وحدوداً للوقوف عندها (ألا تكفي نصوص القرآن والسنة

مقياساً لتحديد معالم تلك الحياة وأساساً تقام عليه ضوابط وحدود؟ يا شيخ!!) فكان

ذلك مبعث اضطراب وقلق، وخلافات حادة، (مَن قال إن الإسلام جاء رحمة

للعالمين؟! ألم يكن نقمة على الصحابة ومَن جاء بعدهم؟! وقد عانى الصحابة

بسببه هذا العناء المعنى، وهذا الاضطراب والقلق والخلافات الحادة. هذا ما يفيده

كلام الدكتور، وما شهدنا إلا بما علمنا!)، بل سبباً في ظهور فرق وفئات شتى،

اتخذت من تلك البيداء الواسعة طرائق متخالفة، بل متخاصمة، وكان لابد لهذه

المشكلة أن تستمر بينهم إلى حين). [ص45].

هذا مقطع - فقط - من تهويلات الرجل. ولسنا ندري على وجه اليقين ما

الذي يدعوه إلى مثل هذه التهويلات، أهو قد استعار هذا الكلام من أحد المستشرقين،

أو ممن تأثر بهم، ثم نسي المصدر، أو تناساه؟!، إنه كلام يشبه كلام طه

حسين في كتبه التي عالج فيها التاريخ الإسلامي، كالفتنة الكبرى وغيرها، وإن

شئت فقل: إن كلامه عليه مسحة من اعتقاد الرافضة في الصحابة، أما عن تأثر

الشيخ بالمستشرقين فقد يكون الدافع له إلى ذلك عقدة النقص وحب الظهور عنده،

خاصة وأنه يدندن ويهول بمناظرات وما يسميه منازلات لبعض رموز من يطفون

على سطح الفكر حواليه ممن يسرّه أن يقرن بهم ويتمسح بمسايرتهم، وهذا واضح

من إصراره على تعبير (منهج المعرفة) وترديده له كثيراً في ثنايا كتابه، أليست

هناك مجلة شهيرة ليست على مبعدة منه - يكتب فيها من يتطلع إلى مسامتتهم اسمها

مجلة (المعرفة)؟!.

إن كان الأمر كذلك فنقول له:

ألهى بني تغلِب عن كل مكرمة قصيدةٌ قالها عمرُو بن كلثوم!

وأضفْ إلى المثال السابق من أن كلامه أشبه بكلام المستشرقين، الفقرة

الأخيرة من ص 48 من كتابه فسوف تجد هذا الكلام لا يختلف عن مناهج

المستشرقين في تحليلهم ونظرتهم إلى الفكر الإسلامي بشيء.

وأما أن كلامه عليه مسحة من اعتقاد الرافضة في الصحابة فاقرأ كلامه التالي

الخارج من صدر ضيق تفوح منه رائحة الحنق: (فمن التزم بمقتضى هذا الميزان،

فهو متبع كتاب الله متقيد بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواء أكان

يعيش في عصر السلف أو جاء بعدهم، ومن لم يلتزم بمقتضاه، فهو متنكبّ عن

كتاب الله تائه عن سنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - وان كان من الرعيل الأول

(يا لطيف) ولم يكن يفارق مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)!!

79]

بل يحتج ببعض الرافضة ومؤلفاتهم، وفي مؤلفات أهل السنة غنية له ولغيره

على هذه القضية التي يعالجها [انظر الحاشية في ص43 من كتابه].

بل يستنعج (يصبح كالنعجة بجامع النعومة وحب السلامة في كلٍّ) عندما

يتعرض للشيعة، فيشير إلى حقيقة معروفة عندهم، بل هي من أصول مذهبهم،

بل تكاد تكون أصول مذهبهم كلها قامت من أجل هذه القضية، وهي إنكار إمامة

الشيخين (أبي بكر وعمر)، فتراه عندما يشير إليها كأنما يقترب من أفعى سامة

متربصة بمن يقترب منها، فيقول هذه العبارة التي تطفح بالوجل والتدسس والنعومة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير