تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لو أن الشيخ نقل لنا كلام الشرطي الفرنسي باللغة الفرنسية وأردفه بهذه

الترجمة لأحسن صنعاً، ولكان عمله أقرب إلى الدقة والموضوعية!؛ لأننا في شك

طفيف من هذه العاطفة البادية في عبارة هذا الشرطي الورع الذي لم يلجأ إلى ما لجأ

إليه إلا بعد أن بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطُّبَيين! وإلا فهو - وكذلك بنو

جلدته - من أشد الناس معرفة بحرمة المساجد ومراعاة مشاعر المسلمين!!

أخي القارئ الكريم:

اقرأ هذه الفقرة، وعاود قراءتها حتى تمل، وإياك أن تظن أن كاتبها أدونيس

بل هو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي صاحب حوالي عشرين مؤلفاً حول

القضايا الإسلامية، وسلسلة من ثمانية كتيبات بعنوان: أبحاث في القمة.

أي القمم؟!

وأخيراً، فإن مما لا يليق بالشيخ أيضاً أن يشتم ويسب (السلفيين) ويصفهم

(بالكاذبين والمخادعين والمضللين) [ص255] فهذه والله كبيرة، وأن يصف

(السلفية) - كمصطلح - بقوله: (تلك الكلمة المَيْتَة [2] التي لا تنحط (!!) إلا

على واقع يضم أخلاطاً ومذاهب شتى من الناس).

وهذه أكبر!

اللهم هذا ليس بكلام مسته بركة العلم الشرعي، واستروح نسائم الأدب

الإسلامي!

غرور وادعاء:

تكثر العبارات والفقرات الثقيلة التي محورها النفس والهوى - والعياذ بالله -

فهناك من الجمل الفضفاضة الكثير في ثنايا الكتاب، ونحن نشهد أن الكاتب حاول -

جهده - أن يكف كثيراً من هذه العبارات التي تتزاحم لتندلق على صفحات كتابه،

وتتجسد كلاماً يقرأ وتحسب له الحسابات، ولكن على رغم من جهده وعنائه في

كفكفتها؛ فإن قدراً منها لا بأس به قد غلبه وخرج يتلألأ ويلوح!

خذ مثلاً قوله [ص69]:

(ولابد أن نقول هنا كلمة وجيزة نضمنها عصارة ما هو مدون في المطولات

والموسوعات التي تناولت هذا الموضوع عموماً، وهو منهج المعرفة بصورة عامة،

والتي ركزت على هذا المدخل الذي نحن بصدده خصوصاً).

انظر، ضمّن كتابه هذا العصارة! عصارة ماذا؟ عصارة ما هو مدون في

المطولات والموسوعات، فالمطولات وحدها لا تشفي غليل الشيخ، بل لا بد من

الموسوعات، والمطولات والموسوعات هضمها الشيخ هضماً، وعصرها عصراً،

حتى أخرج لنا هذه الآبدة!

صدق مَن قال: (المرء حيث وضع نفسه)!

وهذه ثانية:

(ومع ذلك فلنتبع هذا الباب، بباب آخر يزيد من وضوحه، نضع فيه النقاط

على الحروف، وننتقل فيه من البيان النظري الواضح الجلي! إلى التطبيقات الحية

كي نسد بذلك كل ثغرة قد يتسلل إلى الذهن منها وسواس، أو يتشابه من خلالها حق

بباطل. والله المستعان). [ص 94].

إن الشيخ تعجبه نفسه كثيراً! وهو معجب بأسلوبه أكثر! ولو أن مقرّظاً قرّظ

كتابه بمثل هذا الكلام لصح أن يقال له: مهلاً، هوّن عليك، رحمة بالرجل فقد

قطعت عنقه!

فليت شعري، ماذا نقول للرجل وهو يتحدث عن نفسه هكذا؟!

وثالثة:

اسمعه يصف منهجه:

(وسنزداد يقيناً، على أعقاب ذلك، بأن هذا المنهج هو الميزان

والمقياس الوحيد لتصنيف الناس في مجال البحث عن هوياتهم (!) الاعتقادية

والسلوكية، في أي عصر من العصور عاشوا، ومن أي القبائل أو الشعوب

انحدروا، وهو المحور الذي أدرنا عليه سائر بحوث هذا الكتاب).

[ص 98].

ونحن نضيف على وصفه منهجه هذه العبارة:

(حتى لو أن قائلاً قال: إنه هو الميزان الذي عناه أبو طالب بقوله

في قصيدته اللامية:

بميزان قِسطٍ لا يَخيسُ شعيرةً له شاهد من نفسه غير عائل

لما أبعد!

ورابعة:

(ولقد أصغينا طويلاً، ونقبنا كثيراً، فلم نسمع بهذا المذهب في أي

من العصور الغابرة!) [ص231]. لم يقل لنا الشيخ: لمن أصغى، ولا أين

نقب؟ ولكن هذا معلوم بديهة؛ فقد أصغى طويلاً لأهل العلم، ونقب كثيراً في

بطون الكتب (والمطولات والموسوعات) وعصرها عصراً، لن ننسى ذلك أن

الشيخ يجهد نفسه، ويحملها على أوعر الطرائق من أجل أن يُجهّل ويُبدّع ويُسخّف

هؤلاء السلفيين، ويخرجهم من دائرة أهل السنة والجماعة!

لقد أتعبت نفسك يا رجل، ألا تستريح!

وخامسة أخيرة:

بعد أن أظهر لنا في كتابه أنه ابن بَجْدة الفقه والأصول (ومنهج المعرفة

وتفسير النصوص) أراد أن يستولي على الأمد فيتسلق إلى علم العربية،

فوقع.

استمع إليه وهو يتمايل ويتخايل:

(يدلك على ذلك أن (بل) لا تقع إلا بين نقيضين (!) فليس لك أن تقول،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير