تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأنت عربي: لست جائعاً بل أنا مضطجع، وانما تقول: بل أنا شبعان (هكذا!)

وليس لك أن تقول: ما مات خالد بل هو تقي، وانما تقول: بل هو حي، ولا

تقول: ما قتل الأمير، بل هو ذو درجة عالية عند الله، لأن ثبوت درجته العالية

عند الله لا ينافي قتله (فافهم!) وانما تقول: بل هو ما زال حياً.) [ص 126].

لا يغترّنّ أحد بحسم الشيخ وجزمه في قوله: (إن بل لا تقع إلا بين نقيضين).

فهذا من (عندياته) وتهويلاته، أما كتب النحو ففيها شيء آخر، قال ابن

هشام في المُغني:

(بل) حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما:

- الإبطال، نحو:] وقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ ولَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ [

[الأنبياء: 26]، أي: بل هم عباد، ونحو] أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ [

[المؤمنون: 70].

- وإما الانتقال من غرض إلى آخر ومثاله:] قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وذَكَرَ

اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا [[الأعلى: 4ا-6ا]، ونحو:] ولَدَيْنَا

كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وهُمْ لا يُظْلَمُونَ * بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا [[المؤمنون

62 - 63]، وهي في ذلك كله حرف ابتداء - لا عاطفة - على الصحيح.

ومن دخولها على الجملة قوله:

بل بلدٍ ملءُ الفجاج قَتَمُهْ

إذ التقدير: بل رب موصوف بهذا الوصف قطعته. ووهم بعضهم فزعم أنها

تستعمل جارّة.

وإن تلاها مفرد فهي عاطفة.

ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب ك (اضرب زيداً، بل عمراً، وقام زيد بل عمرو)

فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه فلا يحكم عليه بشيء، وإثبات الحكم لما بعدها.

وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته، وجعل ضده لما بعده،

نحو: (ما قام زيد بل عمرو ولا يقم زيد بل عمرو) [مغني اللبيب، ص 151].

وقد يلومنا بعض القراء أن وضعنا هذا المثال من تعالُم الشيخ تحت عنوان:

(غرور وادعاء) ولم نضعه تحت عنوان: (التواء وتهويل) فنقول:

الالتواء والتهويل ليسا بعيدين كثيراً من الغرور والادعاء، بل بينهما لُحمة

وكيدة وعلاقة وطيدة، تهويل يؤدي إلى الادعاء، وغرور يسوق إلى التهويل. ففي

هذا المثال؛ لولا الغرور والادعاء والإعجاب بالنفس التي تدفع بالشيخ لتجشم مثل

هذه الصعاب لما هوّل علينا بهذه الأمثلة التي يريد من ورائها إيهام قرائه أنه قادر

على الفتوى ليس في (السلف والسلفية) فحسب؛ بل في العربية أيضاً! وأمامك -

فانظر - فتاواه في هذين الشأنين.

*يتبع *


(1) طبعاً يستسيغ الشيخ أن يضحك على هذا الموقف، ولكن يبكي مَن ماذا وعلى ماذا؟!.
(2) الضبط للكلمة من الشيخ نفسه، ولعل هذا الضبط أشفى لصدره! يقول الشيخ الطاهر بن عاشور
في تفسيره (التحرير والتنوير)، 2/ 111: والميتة - بالتخفيف - هي في أصل اللغة: الذات التي
أصابها الموت، فمخففها ومشددها سواء، كالميْت والميّت، ثم خُص المخفف مع التأنيث بالدابة
التي تقصد ذكاتها إذا ماتت بدون ذكاة فقيل: إن هذا من نقل الشرع، وقيل: هو حقيقة عرفية قبل
الشرع وهو الظاهر بدليل إطلاقها في القرآن على هذا المعنى.

((مجلة البيان ـ العدد [36] صـ 7 رجب 1411 ـ فبراير 1991))

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:13 م]ـ
وقفة البوطي مع ابن تيمية
عبد القادر حامد
لا تقل: كيف يكون هذا؟ وكيف يستوقف البوطي ابن تيمية؟ فهكذا كان!
افترض أنه استوقفه! ولكن هل وقف، رحمه الله، وهل أصاخ لتحرشات البوطي
بعد ستمائة وثمانين سنة من وفاته، لقد تُحرِّش به كثيراً في حياته وبعد مماته إلى
الآن، ولم يهادن، ولم ينحن، بل هاهو ما يزال يزداد على التحرشات سطوعاً
وانتشاراً. لقد تعاوره ناس من طبقات شتى، وناشته أسلحة عمالقة وأقزام، كلهم
يحاول جهده، ويجرب حظه! ولكن أين هؤلاء، ومن يذكرهم؟! ومن يقرأ لهم؟
نحن نجيب: لا يقرأ لهم - في الأغلب - إلا من يريد أن يجرب حظه مع ابن
تيمية من جديد، ليجرد عليه أسلحة ثبت أنها إما كليلة أو فليلة.
مجلدات، رسائل مجردة، فتاوى، قصائد، ترجمات .. كلها ساهمت في هذه
الملحمة التي بدأت في حياة ابن تيمية ولمّا تنته بعد: أهواء يختلط فيها الحسد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير