تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معدوماً. وإنما قصاراه أقوال يجمعها لهذا وذاك، ومقارنات بين آراء فلاسفة

اليونان والغرب؛ وفلاسفة المسلمين، وعلى هذا فإذا قال ما قال بحكم التقليد فهذا ما

أداه إليه علمه، على أن له في تقييم تراث ابن تيمية ما يغضب البوطي ويضيق به

صدره، فهو القائل في ابن تيمية: (وليس هناك في الحقيقة من تكلم - فيما قبل

العصور الحديثة بما تكلم به ابن تيمية. لقد وصل حقاً إلى أوج الدرج في فلسفة

المنهج التجريبي بنقده للمنطق اليوناني القياسي، وبدعوته إلى المنطق الإسلامي

التجريبي، وعبر عن روح الحضارة الإسلامية الحقة في عصر الانهيار الحضاري

الإسلامي الذي عاش فيه) [8].

ويقول في كتاب ابن تيمية: (الرد على المنطقيين):

(أعظم كتاب في التراث الإسلامي عن المنهج، تتبع فيه مؤلفه تاريخ

المنطق الأرسططاليسي والهجوم عليه، ثم وضع هو آراءه في هذا المنطق في

أصالة نادرة وعبقرية فذة) [9].

من المؤكد أن الشيخ البوطي قد مر على هذه الآراء في كتاب النشار، ولكن

لم يختر إلا ما يوافق هواه بغض النظر عن صحته. وكمقارنة بين الرجلين:

النشار والبوطي؛ فإن النشار يكتب عن ابن تيمية بعقلية العالم الحيادي، وحتى لو

أخطأ في بعض آرائه فلا يمنعه التعصب والهوى أن يعلن ما يعتقد أنه صواب، وما

يبدو من خطئه فمرجعه إلى ما ألفه واعتاده من آراء، أما البوطي فيكتب عن ابن

تيمية بعقلية الذي يصيح: يالثارات الغزالي، وعلم الكلام، وابن حزم، والصوفية،

وابن عربي، ونظرية الكسب، يالثارات كل الأشخاص، وكل المسائل التي

تعرض لها ابن تيمية وعصف بها. وفي الجملة؛ فمن الصعب عليه أن ينصف من

يرى أن مصلحته في الهجوم عليه، إنه قد يوهمك أنه يحاول الإنصاف، ولكن

طبيعته لا تطاوعه في ذلك، وهذه كتبه هل ترى فيها شيئاً من إنصاف من ينزل

بساحتهم، بل هذا كتابه (السلفية) اقرأه وقلب النظر فيه، فإنك لن تعثر فيه على

رائحة إنصاف.

ومما عرضناه حول هاتين المسألتين اللتين جاء بهما البوطي ليستدل على

تخبط وتناقض ابن تيمية تبين لنا: من المتخبط ومن المتناقض؟ على أن عدم

الأصالة في الفهم؛ وعدم إصابة المعنى الصحيح للكلام قد تغتفر، فالناس فهوم

وطاقات. لكن الذي لا يغتفر هو البعد عن الأمانة في النقل، وتحريف الكلام

ليوافق الهوى.

وكلمة أخيرة: فالبوطي ليس مبدعاً في التعرض لهاتين المسألتين: لا من

حيث اختيارهما؛ ولا من حيث معالجتهما. ولم يفعل سوى أن دلل على قدرة لا

يحسد عليها في ادعاء اجتهادات ليست له، ويا ليتها كانت اجتهادات صحيحة! إذن

لهان الخطب! ولكنها اجتهادات خطأ فأصبحت بتبني البوطي لها وتعليقه عليها خطأ

مركباً.


(*) سقطت من عنوان المقال في العدد الماضي كلمة: (البوطي) خطأ، فنرجو المعذرة.
(1) ص 166.
(2) الدفاع لعدم إثبات بقية الكلام هنا ليس العجلة، بدليل أنه ساق بعد ذلك قطعة من كلام ابن تيمية،
لكن بعد إسقاط الفقرة التي ساق فيها ابن تيمية أدلته وأسماء الفرق المخالفة.
(3) ماأرخص الألقاب التي تكال جزافاً في سوق العلم!.
(4) حتى شعور ابن تيمية يدعي البوطي الإحاطة به!.
(5) لم أستطع هضم ولا فهم: (الاضطراب المتناقض)،وأرجو ممن يأنس من نفسه القدرة على فهم هذه
العبارة تفهيمي إياها.
(6) مناهج البحث للنشار 172 نقلاً عن المستصفى للغزالي 101/ 1.
(7) اختار البوطي الفعل المضارع: يخرج ويعتنق، ولعل ذلك للدلالة على الاستمرار، وليطبع الكلام
بأسلوبه المميز!!.
(8) مناهج البحث للنشار 270 - 271.
(9) مناهج البحث للنشار 369.

((مجلة البيان ـ العدد [38] صـ 16 شوال 1411 ـ أبريل 1991))

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 11 - 04, 03:15 م]ـ
دفاع البوطي
عن دعاة وحدة الوجود
عبد القادر حامد
سننقل للقارئ حاشية طويلة من حواشي البوطي، لما تمثله من تلخيص جيد
لمنهجه العلمي، وما تشتمل عليه من مميزاته التي أشرنا إليها في ثنايا ما كتبناه
سابقاً، وهذه الحاشية دفاع منه عن ابن عربي، وهجوم (سماه هو دفاعاً) على ابن
تيمية وعلى من يقلده وينهج نهجه، وسنرد على بعض ما جاء في هذه الحاشية،
ولن نلزم القارئ بشيء، ولن نلح عليه بتصديق ما نقول، وإلا فهو غير «محرر
قلبه من شوائب العصبيات والأهواء»!
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير