"أبو صادق". اختلف في اسمه، قيل: "مسلم بن يزيد أبو صادق الأزدي"، وقيل "عبدالله بن ناجذ"، وذهب أبو حاتم في الجرح (8/ 199) إلا أنه لم يسمع من علي.
الثانية:
قال ابن كثير (1/ 520).: "ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل، الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}، وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النوم، فقال يا عتبي: إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له".
وقد أسند البيهقي في شعبه (3/ 495 ح 4178) قصة مشابهة: أخبرنا ابو علي الرودباري، نا عمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية، إملاء نا سكر الهروي، نا ابو زيد الرقاشي، عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي:
"حج أعرابي فلما جاء الى باب مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ووقف بحذاء وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال":السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر وعمر، ثم أقبل على رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك، لأنه قال في محكم كتابه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}، وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي، وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول:
يا خير من دفنت في الأرض أعظمه فطاب من طيبه الأبقاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وفي غير هذه الرواية: فطاب من طيبه القيعان والأكم".
" قال مقيده عفا الله عنه: لم أستطع الوقوف على ترجمة كل من:
"محمد بن حرب الهلالي، أو أبو حرب الهلالي". و"محمد بن روح بن يزيد البصري".
وأخرجها ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن (ص 275 ح 295). بإختلاف بسيط من طريق: "محمد بن روح، إلا أنه قال: محمد بن حرب".
وذهب السبكي في شفاء السقام (ص 65)، إلى أن اسم العتبي هو "محمد بن عبيدالله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان"، ولم يذكر مستنده، ومن ترجموا للعتبي ذكروا أنه صاحب أخبار وأدب وشعر، ولم يذكروا في ترجمته أنه صاحب القصة المذكورة.
انظر تاريخ بغداد (2/ 324)، والعبر (1/ 403)، تهذيب الكمال (12/ 202)، في ترجمة سهل بن محمد السجستاني. وشذرات الذهب (2/ 65).
الترجيح
هذا الفهم الفاسد بأن نأتي قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليستغفر لنا كلما عصينا الله، لم يفهمه الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان، كما لم ينقل لنا عن أئمة الإسلام الأعلام ولم يفعلوه وهم غير معصومين، وإنما هو فهم فهمه أهل الأهواء والبدع وعملوه. ويقبح بنا أن نفعل شيئا في حقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعله أئمة الدين من الصحابة فمن بعدهم.
ومما يرد هذا الإستدلال الباطل ويدحضه أمور:
أولا: سياق الآية
هذه الآية في سياق الكلام على المنافقين الراغبين في التحاكم إلى الطاغوت، الرافضين للتحاكم إلى الله ورسوله.
ثانيا: المجيء في الآية والقرآن
¥