تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وزياد بن سمية قال ابن حجر في الإصابة (2/ 566): "قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الذي دعاه معاوية". وإن كان هو الأمير فقال ابن حبان في المجروحين (1/ 305): "ظاهر أحواله معصية الله، وقد أجمع أهل العلم على ترك الإحتجاج من كان ظاهر أحواله غير طاعة الله، والأخبار المستفيضة في أسبابه تغني عن الإنتزاع منها للقدح فيه". وقال الحافظ في لسان الميزان (2/ 493): "لا يعرف".

ثانيا: قصة زيارة قبر النبي قبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمه

كما هو معلوم أن والدة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - توفيت بالأبواء (قرية من أَعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجُحْفَة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. انظر معجم البلدان 1/ 79). وهي عائدة إلى مكة، وروى أبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - "أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: أستأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". أخرجه مسلم (الجنائز ح 976).

لكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن خروجه لأجل زيارة القبر بل كان لأمر آخر، فعن بريدة الأسلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:

"كنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال: إني سألت ربي عزوجل في الإستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا".

أخرجه أحمد في المسند (5/ 355). والحاكم في المستدرك (1/ 376) وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 117): "ورجاله رجال الصحيح".

وهذا يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان بصدد أمر آخر، وفيه أقوال:

الأول: أنه كان في عمرة الحديبية، وهذي رواية ضعيفة. انظر طبقات ابن سعد (1/ 116)، وهذه الرواية علتها "محمد بن واقد"، متروك.

الثاني: كان في عمرته بعد غزوة تبوك وهذي رواية ضعيفة. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 12049)، قال الهيثمي في المجمع (1/ 117): "وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبدالله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم".

الثالث: أنه كان في عودته من فتح مكة. انظر طبقات ابن سعد (1/ 117) بسند جيد، عن بريدة الأسلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وتفسير الطبري (11/ 42) مرسلا.

ورجح ابن تيمية إلى أن زيارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت وهو في طريقه لفتح مكة. انظر الرد على الأخنائي – حاشية الرد على البكري (ص 133).

وذهب الحافظ إلى أنها كانت في إحدى عمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. انظر فتح الباري (8/ 368 ح 4772 ط الريان).

وهذا يدل على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يخرج من المدينة لأجل الزيارة، وقد مر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالأبواء مرات ولم ينقل لنا زيارته لقبرها:

فقد ترجم البخاري في صحيحه (باب غزوة العشيرة أو العسيرة. قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الأبواء ثم بواط ثم العشيرة). انظر الفتح (7/ 326 ح 3949 ط الريان).

كما فقدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قلادتها بالأبواء. انظر مسند أحمد (1/ 220 – 276)، ومسند الحميدي (1/ 88)، ومسند أبي يعلى (5/ 56 ح 2648)، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 321)، وانظر فتح الباري (1/ 516 ح 334).

ومر بعض الصحابة بالأبواء ولم يمروا بقبر أمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لزيارته، كابن عباس ومعاوية. انظر الفتح (4/ 67 شرح ح 1840)، والمعجم الكبير للطبراني (19/ 306).

وحتى قبر والده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمدفون بالمدينة لم ينقل لنا زيارته له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مدة حياته بها، وهو على بعد خطوات منه.

القائلين بشد الرحل أدلتهم وفعلهم مشابه للرافضة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير