وبسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل، ثم ائت قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله بعد ما تفرغ من حوائجك فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل: "اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك، فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله". انظر المصدر السابق (6/ 11).
وروى الطوسي بسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله". المصدر السابق (6/ 34).
أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
رويت عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ستة أحاديث تراوحت بين شديد الضعف والواهي والموضوع والمختلق، وهي:
الحديث الأول
(من حج فزار قبرى بعد موتى كان كمن زارني في حياتي)
حديث واه جدا إلى درجة الوضع، أخرجه من طريق:
(حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -).
عدد من الحفاظ: الجندي. والفاكهي. والطبراني. وابن عدي وزاد (وصحبني). والدارقطني. والبيهقي وضعفه. وابن الجوزي. والأصبهاني. وسعيد بن منصور عزاه له ابن عبدالهادي. وعزاه الذهبي للبخاري في كتابه الضعفاء من طريق سعيد بن منصور. وابن النجار عزاه له السبكي. كما عزاه لأبي يعلى الموصلي ابن عبدالهادي إلا أنه زاد بين حفص وليث "كثير بن شنظير".
انظر على الترتيب (فضائل المدينة (ص39 ح 52). أخبار مكة (1/ 435 ح 949). المعجم الكبير (12/ 406)، والأوسط (3/ 351). الكامل (2/ 790). سنن الدارقطني (2/ 278). السنن الكبرى (5/ 246)، الشعب الإيمان (3/ 489). مثير الغرام الساكن (ص 272). الترغيب والترهيب (1/ 446). الصارم المنكي (ص 96). ميزان الإعتدال (1/ 559). شفاء السقام (ص 21). الصارم المنكي (ص 89).
علل الحديث
على رغم كثرة من أخرجه إلا أن فيه علتين قادحتين:
الأولى: "حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي"، صاحب القراءة.
طعن فيه أئمة الحديث من جهة الرواية، وذكروه ضمن الوضاعين للحديث النبوي.
انظر تهذيب التهذيب (2/ 400 – 402). والكشف الحثيث (ص 101)، وتنزيه الشريعة (1/ 54).
وخلاصة القول فيه عند الإمامين الذهبي وابن حجر: أنه متروك الحديث، مع إمامته في القراءة.
انظر الكاشف (1/ 177)، والتقريب (ص 257 ت 1414).
وقد نص أئمتنا المعتمدة أقوالهم في هذا الشأن أن من قيل فيه: "متروك الحديث" فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه. انظر انظر الكفاية (ص 23).، ومن كان هذا حاله فكيف يتابع حديثه، وحفص قال فيه الأئمة: أحمد والبخاري ومسلم وابن المديني والنسائي وغيرهم: "متروك الحديث"، وأقوالهم مبسوطة في ردنا الآتي على المعترض.
الثانية: "ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي".
وهو وإن كان من رجال مسلم والأربعة، إلا أنه طعن فيه أئمة الجرح والتعديل من جهة الرواية، ووصفوه بالإضطراب والتخليط. انظر تهذيب التهذيب (8/ 465 – 468). وسأل البرقاني الدارقطني عنه فقال: "صاحب سنة يخرّج حديثه. ثم قال: إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد". انظر سؤالات البرقاني (ص 58).
وهو هنا يروي عن مجاهد. وخلاصة القول فيه عند الذهبي أنه: (فيه ضعف يسير من سوء حفظه)، وعند الحافظ ابن حجر أنه: (صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك). انظر الكاشف (2/ 13). تقريب التهذيب (ص 817 ت 5721).
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
آفة أهل الأهواء والبدع هي عدم قبول الحق إذا خالف أهواهم، والمعترض أحدهم. ولما كان رد هذا الحديث من قبل الأئمة خالف هواه، طفق يبحث عما ينصر غرضه وبدعته، ويقلل من أقوالهم في الراوي حفص بن سليمان، فقال (ص 278). بعد إقراره بضعف سنده: "وبالغ فيه بعضهم فنسبه إلى الكذب".
والمعترض حاله كالمستغيث من الرمضاء بالنار، لجأ إلى قول السبكي في الدفاع عن حفص بن سليمان، وترك اللجوء إلى أقوال أئمة الجرح والتعديل، لهوى ينصره وبدعة يعتقدها، وكل الذي دافع به السبكي عن حفص هو: تعجبه من كونه إماما في القراءة كيف يكذب في الحديث! وأن الطعن فيه إسراف.
¥