الحلقة الخامسة
وتحتوي على أحاديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والرد على المعترض المتعالم ابن ممدوح في الحديث الأول
أحاديث عبدالله بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رويت عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثلاثة أحاديث باطلة منكرة، طعن في رواتها أئمة الحديث:
الحديث الأول
(من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له شهيدا يوم القيامة، أو قال شفيعا).
حديث موضوع أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 457) فقال: (حدثناه سعيد بن محمد الحضرمي حدثنا فضالة بن سعيد بن زميل المأربي حدثنا محمد بن يحيى المأربي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -).
حكم بوضعه الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ 348).
علل الحديث:
1. "سعيد بن محمد الحضرمي".رجح ابن عبدالهادي (ص 238) أنه تصحيف من (شعيب بن محمد الحضرمي).
قلت: ولعله (سعيد بن محمد بن ثواب الحصري). ذكره ابن حبان والخطيب. وقال الأخير: "وغيره يخالفه في الإسناد".
انظر الثقات (8/ 272). تاريخ بغداد (9/ 94).
2. "فضالة بن سعيد بن زميل المأربي".
قال العقيلي (3/ 457).: "حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". وقال عن الحديث: "يروى بغير هذا الإسناد من طريق أيضا فيه لين". وقال الذهبي في الميزان (3/ 348): "موضوع على ابن جريج ويروى في هذا شيء أمثل من هذا". ووافقه الحافظ في اللسان (4/ 435) وزاد: "قال أبو نعيم: روى المناكير".
3. "محمد بن يحيى بن قيس المأربي".
قال الذهبي في الميزان (4/ 62): "قال ابن عدي أحاديثه مظلمة منكرة ووثقه الدارقطني". وفي الكاشف (3/ 95): "وثق". وقال في ديوان الضعفاء (2/ 642): "أحاديثه مظلمة منكرة"، مما يدل على أن الرجل مجروح عنده. وزاد ابن حجر في التهذيب (9/ 521) ذِكر ابن حبان له في الثقات، وتجهيل ابن حزم له. وفي التقريب (ص 908 ت 6433): "لين الحديث". وقال ابن عبدالهادي (ص 239): "شيخ معروف مختلف في عدالته". وذكره الحلبي في الكشف الحثيث (ص 252)، وابن عراق في التنزيه (1/ 115). ضمن الوضاعين للحديث.
4. "عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج".
قال الحافظ في تعريف أهل التقديس (ص95 ت 83): "فقيه الحجاز مشهور بالعلم والتثبت كثير الحديث، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس الا فيما سمعه من مجروح".
5. "عطاء". شيخ ابن جريج.
هكذا بإهماله، وابن جريج روى عن ثلاثة كلهم إسمه عطاء وهم: "عطاء بن أبي رباح"، و"ابن السائب"، و"ابن أبي مسلم الخرساني". انظر تهذيب الكمال (18/ 342).
فالأول: "عطاء بن أبي رباح"، قال في التقريب (ص 677 ت 4623): "ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال…تغير بآخرة". وفي التهذيب (7/ 203): "إن ابن جريج وغيره تركوا عطاء بآخرة لأجل تغيره".
الثاني: "عطاء بن السائب"، قال في التقريب (ص 678 ت 4625): "صدوق اختلط". وقال ابن الكيال في الكواكب النيرات (ص 323): "احتج أهل العلم برواية الأكابر عنه، مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة، وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه آخر".
أما الذين رووا عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيمن إسمه عطاء فليس فيهم ابن السائب.
الثالث: "عطاء بن أبي مسلم الخرساني"، قال في التقريب (ص 679 ت 4633): "صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس". وقال أحمد ابن حنبل كما في جامع التحصيل (ص 238): "لم يسمع من ابن عباس شيئا". وقال يحيى بن سعيد القطان: "ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه". انظر المصدر السابق (ص230).
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
المعترض المتعالم شأنه عجيب، كشف عواره بتشغيبه على الأئمة، فشرق بردهم لأحاديث حاول لاهثا تصحيحها، دون مستند علمي لغرض ينصره وبدعة تشرب بها قلبه، فظهر تعالمه وسوء أدبه مع العلم والعلماء، فقال (ص 265): "وإن تعجب فعجب من الحافظ الذهبي رحمه الله، ففي ترجمته لفضالة بن سعيد بن زميل المأربي، ذكر الحديث موضع البحث، ثم قال (3/ 349): هذا موضوع على ابن جريج. اهـ ولا يوجد في الإسناد أو المتن ما يساعده على دعواه، فهي دعوى لابرهان عليها، ولا ذكر الذهبي دليلا يشهد لها، وكلام العقيلي هنا أقوى وأقعد".
¥