ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 01:35 م]ـ
زيارة النبي عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: والذي نفس أبا القاسم بيده، لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه).
حديث ضعيف جدا. تفرد به سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
الكلام على رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
هذا الحديث يرويه سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على ثلاثة أوجه:
الأول: روايته عن أبي هريرة بدون واسطة، أخرجه أبو يعلى في المسند (11/ 462 ح 6584)، قال: "حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا بن وهب عن أبي صخر، أن سعيدا المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة…".
قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح". انظر مجمع الزوائد (8/ 211).
الثاني: روايته عنه بواسطة "عطاء مولى أم صُبَيَّة"، أخرجه الحاكم مرفوعا بنحوه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة". ووافقه الذهبي.
انظر المستدرك (2/ 595) قال: أخبرني أبو الطيب محمد بن أحمد الحيري، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية قال: سمعت أبا هريرة رفعه.
الثالث: روايته عنه بواسطة أبيه، أخرجه ابن عساكر بنحوه.
انظر تاريخ دمشق (47/ 493): " أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبدالله المصري، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة…".
طريق آخر عن أبي هريرة:
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق الحديث عن أبي هريرة، وفيه إشكال سنتكلم عليه لاحقا، قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبدالرحمن بن محمد الذكواني، أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدثنا سعد بن الصلت، عن حميد بن صخر، عن شبيه المدني عن أبي هريرة…". المصدر السابق (47/ 496).
علل طرق الحديث:
أولا: علة طريق أبي يعلى: "حميد بن صخر" الرواي عن سعيد المقبري
ذكره المزي في شيوخ ابن وهب وسماه بـ "حميد بن زياد المدني"، انظر تهذيب الكمال (16/ 277). ثم ذكره (10/ 466) في ترجمة المقبري وسماه "حميد بن صخر المدني". وجعلهما ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 685، 691) إثنان، وخالفه ابن حبان في الثقات (6/ 188) فجعلهما واحدا وقال: "حميد بن زياد أبو صخر الخراط، من أهل المدينة مولى بنى هاشم، يروى عن نافع ومحمد بن كعب. روى عنه حيوة بن شريح، وهو الذي يروى عنه حاتم بن إسماعيل، ويقول: حميد بن صخر وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر، لا حميد بن صخر". وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 350): "وقال بعضهم "حميد بن صخر". مما يدل على أنهما واحد لا إثنان.
وعلى فرض أنهما إثنان فحميد بن زياد ضعفه ابن معين مرة ووثقه أخرى، وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 285): "أرجو أن يكون مستقيما". و"حميد بن صخر" ضعفه النسائي، وذهب ابن عدي (2/ 691) إلى أن أحاديثه لا يتابع عليها.
فإن كانا إثنين ففيهما كلام، وإن كان واحدا فهو راو مختلف فيه.
ثانيا: علة طريق الحاكم، "عطاء مولى أم صبية":
وهو الطريق الذي يرويه المقبري بواسطة "عطاء مولى أم صبية"، سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 339). وقال الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ 78): "عن أبي هريرة في السواك، لايعرف. تفرد عنه المقبري".
¥