ومما يثبت كذب هذه القصة، آذان بلال في غير وقت الصلاة، مطعن فيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتجهيل له، إذ كيف يعقل لمؤذن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعله.
زيارة ميسرة بن مسروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال أبو عبيدة: (فَخُذ الكتاب بارك الله فيك، فأخذه ميسرة واستوى على ناقة له كوماء، ولم يزل سائرا الى أن دخل المدينة فدخلها ليلا، وقال: والله لا نزلت عند أحد من الناس، فأناخ ناقته على باب المسجد وعقلها، ودخل المسجد وسلم على قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعلى قبر أبي بكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ….).
قصة موضوعة.
ذكرها الواقدي في فتوح الشام (1/ 235)، وسيأتي تفصيل الكلام عليها في قصة زيارة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الآتية.
زيارة عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال كعب: ( .. فلما سمعت هذه الآيات، قلت: يا أمير المؤمنين أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ففرح عمر بإسلام كعب الأحبار، ثم قال: هل لك أن تسير معي الى المدينة فنزور قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتتمتع بزيارته، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين أنا أفعل ذلك).
قصة موضوعة،
ذكرها الواقدي في فتوح الشام (1/ 244). وذكر السبكي في شفاء السقام (ص 59) كلا القصتين.
علل القصتين:
هاتين القصتين ذكرهما الواقدي "محمد بن عمر" دون إسناد، وهو غير حجة في الرواية، قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 348): "الحافظ البحر، لم أسق ترجمته هنا لإتفاقهم على ترك حديثه، وهو من أوعية العلم لكنه لا يتقن الحديث". وبسط الكلام عليه في ترجمته في الميزان (3/ 662)، وذكر من عدله ومن جرحه وكذبه، وقال في آخر ذلك: "استقر الإجماع على وهن الواقدي".
كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 2) عن الشافعي قوله فيه: "كتب الواقدي كذب". وذكر العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 107): "أن علي بن المديني لم يرضه لا في الحديث ولا في الأنساب ولا شيء". وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 111) ضمن الوضاعين للحديث.
الرد على السبكي
قال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 330) رادا على السبكي سوقه القصتين فقال: "هو مطالب أولا: ببيان صحته. وثانيا: ببيان دلالته على مطلوبه، ولا سبيل له إلى واحد من الأمرين، ومن المعلوم أن هذا من الأكاذيب والموضوعات على عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. وفتوح الشام فيه كذب كثير، وهذا لا يخفى على آحاد طلبة العلم، لكن شأن هذا المعترض الإحتجاج دائما بما يظنه موافقا لهواه، ولو كان من المنخنقة والموقوذة والمتردية، وليس هذا من شأن العلماء، بل المستدل بحديث أو أثر عليه أن يبين صحته ودلالته على مطلوبه".
زيارة أبي أيوب الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم جئت رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم آت الحجر، سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله).
قصة منكرة ضعيفة جدا.
أخرجها من طريق: (كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح فذكره…)، أحمد في المسند (5/ 422)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 515) وصححه ووافقه الذهبي. ولها طريق آخر: (عن كثير بن زيد عن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب…)، أخرجها الطبراني مقتصرا على قوله: "لا تبكوا على الدين…الخ" انظر المعجم الأوسط (1/ 94)، وقال: "لا يروى هذا الحديث عن أبي أيوب إلا بهذا الإسناد تفرد به حاتم".
وبنحو رواية أحمد من طريق المطلب أخرجها ابن عساكر في تاريخه (57/ 250)، والحسيني في أخبار المدينة عزاها له السبكي في شفائه (ص 162).
علل القصة:
1. "داود بن أبي صالح".
¥