تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو علة راوية أحمد والحاكم، قال الحافظ في تهذيب التهذيب (3/ 188): "روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين)، وعنه الحسن بن أبي عزة الدباغ، وأبو قتيبة مسلم بن قتيبة، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وغيرهم، قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم: مجهول حدث بحديث منكر. قلت: وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد".

2. "المطلب بن عبدالله بن حنطب".

وهو علة الرواية الأخرى، قال العلائي جامع التحصيل (ص 281): "قال البُخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعاً، إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قال الترمذي: وسمعت عبدالله بن عبد الرحمن ـ يعني الدّارمي ـ يقول مثله. قال عبدالله: وأنكر علي بن المدينيّ أن يكون المطلب سمع من أنس بن مالك. وقال أبو حاتم: المطلب بن حنطب عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أحداً من أصحاب النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا سهل بن سعد وأنساً، وسلمة بن الأكوع أو من كان قريباً منهم".

وقال الحافظ في تقريب التهذيب (ص 949 ت 6756): "صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة".

3. "مروان بن الحكم".

قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6/ 396): "روى عن بسرة وعن عثمان، وله أعمال موبقة نسأل الله السلامة، رمى طلحة بسهم وفعل وفعل".

إرسال عمر بن عبدالعزيز السلام إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالبريد

(عن يزيد بن أبي سعيد المقبري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز إذ كان خليفة بالشام، فلما ودعته قال إن لي إليك حاجة، إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي ? فأقرئه مني السلام).

قصة ضعيفة.

أخرجها من طريق: (ابن أبي فديك، عن رباح بن بشير، عن يزيد…). البخاري في التاريخ الكبير (8/ 339)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 270)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 492 ح 4167) ..

علل القصة:

1. "رباح بن بشير".

سكت عنه البخاري في التاريخ (3/ 317)، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 490): "مجهول". وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 242).

2. "يزيد بن أبي سعيد المقبري".

قوله "المقبري" تصحيف صوابه: "المهري" كما في تهذيب الكمال (32/ 141) حيث قال: "يزيد بن أبي سعيد المدني مولى المهري روى عن عمر بن عبد العزيز وأبيه أبي سعيد مولى المهري روى عنه رباح بن بشير بن محرز". وقد سكت عنه البخاري التاريخ الكبير (8/ 339)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 270)، والذهبي في الكاشف (3/ 243). وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 272). وقال الحافظ في التقريب (ص 1075 ت 7770): "مقبول".

متابعة

(كان عمر بن عبد العزيز يوجه بالبريد قاصدا الى المدينة، ليقرئ عنه النبي ? السلام).

متابعة ضعيفة. أخرجها البيهقي شعب الإيمان (3/ 491 رقم 6)، قال: (حدثنا عبد الله بن يوسف الأصفهاني أنا ابراهيم بن فراس بمكة حدثني محمد بن صالح الرازي نا زياد بن يحيى عن حاتم بن وردان .. ).

علل المتابعة:

1. "إبراهيم بن فراس".

لم أوفق في الوقوف عليه.

2. "محمد بن صالح الرازي". لم أستطع تميزه.

3. الإنقطاع بين حاتم بن وردان وبين عمر بن عبدالعزيز، حيث أن عمر توفي (101هـ)، وحاتم توفي (184هـ). قال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 328): "وأكبر شيخ لحاتم، أيوب السختياني، وكانت وفاة أيوب سنة (131هـ) ".

قلت: هذه متابعة لا تعضد الأثر السابق لأمور:

أولا: شدة الضعف في كلا الإسنادين.

ثانيا: كان عمر بن عبدالعزيز أميرا على المدينة، ولم ينقل لنا أنه زار قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذا مما لا يخفى على أهل المدينة، فكيف يبرد السلام إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو عنه بعيد ولا يزور القبر وهو منه قريب.

ثالثا: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكر بن حزم كتابا، ولم يذكر له أن يقريء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام، فقد أخرج ابن سعد في الطبقات بسند صحيح رجاله ثقات قال: "أخبرنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن حزم: أن أنظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله".

انظر الطبقات الكبرى (5/ 480). والجرح والتعديل (9/ 337)، والتعديل والتجريح (3/ 1255).

الرد على السبكي

لقد خبرنا السبكي ونقولاته التي بدون خطام أو زمام، فقد قال في شفاء السقام (ص 57): "وقد استفاض عن عمر بن عبدالعزيز 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان يبرد من الشام يقول: سلم لي على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وممن ذكر ذلك ابن الجوزي ونقلته من خطه في كتاب (مثير الغرام الساكن) ".

قال مقيده عفا الله عنه: كأن السبكي لم يقف على إسناد ما ذكره عن عمر فأكتفى بما قال. وابن الجوزي ذكر العبارة السابقة، دون ذكر لفظة "استفاض" انظر مثير الغرام الساكن (ص 273)، فلعلها سقطت من المطبوعة أو أنها زيادة من السبكي الذي قال في شفاء السقام (ص 58): "فسفر بلال في زمن صدر الصحابة، ورسول عمر بن عبدالعزيز في زمن صدر التابعين من الشام إلى المدينة لم يكن إلا للزيارة والسلام على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولم يكن الباعث على السفر غير ذلك، لا من أمر الدنيا ولا من أمر الدين، لا من قصد المسجد ولا من غيره. وإنما قلنا ذلك لئلا يقول بعض من لا علم له: إن السفر لمجرد الزيارة ليس بسنة".

كلام السبكي فيه تعالم يدل على أنه لم يتحقق من أسانيد ما ذكر، حيث أن قصة بلال وإبراد عمر بن عبدالعزيز السلام لم تصح من حيث الإسناد وهي في حكم القصص المكذوب كما مر تحقيقه.

انتهى الكتاب والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وآمل من المشايخ وطلبة العلم الكرام أن لايبخلوا بملاحظاتهم وتعديلاتهم على هذا البحث إما على الموقع أو على الإيميل أو برسالة خاصة وجزاكم الله خير الجزاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير