تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي حديث أم حرام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام عندها ثم استيقظ وهو يضحك، قالت، قلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج – أي وسط – هذا البحر ملوكاً على الأسرة – أو مثل الملوك على الأسرة – قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال، أنت من الأولين … فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)) " البخاري، ومسلم ".

قال الفرياني: "وكان أول من غزاه معاوية في زمن عثمان بن عفانرحمة الله عليهما "

قال ابن كثير: " يعني جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سبع وعشرين أيام عثمان بن عفان وكانت معهم أم حرام فماتت هناك بقبرص، ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا وهذا من أعظم دلائل النبوة " (البداية والنهاية – 8/ 232).

وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: (وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي).

وعن أم حرام أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم: قال: " أنت فيهم " ثم قال النبي ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم))، فقلت أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا)) " رواه البخاري ".

قال المهلب: " في الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر "

وقال الحافظ: " وقوله قد أجيبوا " أي فعلوا فعلاً وجبت لهم الجنة "

قال الذهبي: " حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على اقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضي الناس بسخائه وحلمه "

قال ابن تيمية: " وعمر من أعلم الناس بأحوال الرجال وأحذقهم في السياية وأبعد الناس عن الهوى … فلم يول معاوية الا وهم عنده ممن يصلح للإمارة ثم لما توفى زاد عثمان في ولايته ".

وقال في الفتاوى: (لما مات يزيد بن سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة وأخبرهم بالرجال وأقومهم بالحق وأعلمهم به حتى قال علي بن أبي طالب: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر).

وقال أيضاً " لولا استحقاقه للإمارة ما أمره ".

وقال رحمه الله: (وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة وكان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) " منهاج السنة [6/ 247] والحديث رواه أحمد ومسلم ".

قال شيخ الإسلام: (واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة؛ وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة كما جاء في الحديث ((يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم ملك وجبرية، ثم ملك عضوض)) – " رواه الطبراني ورجاله ثقات وهو في الصحيحة – " وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره) " الفتاوى [4/ 478 ".

أما خلافته فكانت صحيحة شرعية، فقد بايعه عدد كبير من الصحابة الكرام.

قال الجوزقاني: (واعلم أحسن الله لنا ولك التوفيق – أن الإعتماد في خلافته على ما فعله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، لأنه كان أكبر أولاد علي رضي الله عنه، وأجمع عليه أصحاب أبيه بعده، فلما نظر في عاقبة الأمر وما يؤول اليه خلع نفسه وسلم الأمر الى معاوية وبايع له، فصار ذلك إجماعاً صحيحا من غير تأويل ولا مقال، وكان هذا الفعل من الحسن رضي الله عنه أحد ما استدل به المسلمون على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر عنا يكون فكان، وذلك قوله: ((إن ابني هذا سيد وعسى الله عز وجل أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) - واه البخاري - ثم قال فاستدلنا هذا الحديث على صحة نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن أمر يكون فكان كما أخبر، وعلى أن الفئتين كلاهما من المسلمين، ولم يميز إحداهما على الأخرى بفضل ولا نقص) " كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير [ص: 101 – 102].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير