وسئل عبد الله بن المبارك: ((عمر بن عبد العزيز أفضل أم معاوية؟ قال: تراب دخل في أنف معاوية في بعض مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بن عبد العزيز)) " الحجة في بيان المحجة [2/ 377] لأبي قاسم الأصبهاني ".
قال ابن العماد: ((سئل الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أيما افضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وأماتنا على محبته)) " شذرات الذهب [1/ 65].
وفي رواية قال البشر بن الحارث: سئل المعافى وأنا أسمع أو سألته: معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز " السنة للخلال [435].
قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث: (وقال بعضهم في معاوية وعمر بن عبد العزيز: ليوم شهده معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته) "الباعث الحثيث
[181] ".
وقال قتادة: (لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي). وورد عن جماعة من السلف أنهم ذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه؟ قال: بل في عدله).
وعن همام بن منبه قال: سمعت ابن عباس يقول: (ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية)
" السنة للخلال [440]، الطبري في التاريخ [3/ 269]، البداية [8/ 137].
قال ابن كثير: وقال قبيصة بن جابر: (ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد إناءة ولا ألين مخرجاً ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية) " الجليس الصالح الكافي للجريري [4/ 51].
وقال قبيصة كذلك: (ألا أخبركم من صحبت؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه فقهاً ولا أحسن مدارسة منه، ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه، ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه) تاريخ الطبري [3/ 269].
وقال هارون الحمال: (سمعت أحمد بن حنبل واتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله، إن هاهنا رجل يفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية بن أبي سفيان فقال أحمد: لا تجالسه ولا تؤاكله ولا تشاربه وإذا مرض فلا تعده) " ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب [3/ 133] فكم من المتنقصين نؤاكلهم ونشاربهم ونبش في وجوههم والله المستعان ".
قال سعد بن أبي وقاص: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب، يعني معاوية) " البداية [8/ 136].
قال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي الحكيم أنه كان سيافاً لمعاوية رضي الله عنه فدخل عليه رجل فأخبره بهذا الحديث عن أبي هريرة الذي يرويه عن رسول الله قال: قال: صلى الله عليه وسلم ((إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل الى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارىء: ألم أعلمك على ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يارب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال إن فلاناً قارىء فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى ما أدعك تحتاج الى أحد؟ قال: بلى يارب. قال فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال كنت أصل الرحم وأتصدق. فيقول الله له: كذبت وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله تعاالى: بل اردت أن يقال فلان جواد قد قيل ذاك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول له الله: فبماذا قتلت؟ فيقول: أُمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك، ثم ض رب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)) فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديداً حتى ظننا أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال: صدق الله ورسوله: {
¥