تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{ولا تقف (1) ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: 36] وقوله: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (2) [الأعراف: 33] ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار (3) ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الشرح)

(1) أي لا تتبع من قفاه يقفوه إذا تتبع أثره وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق 0

ومعنى الآية: لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.

وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 109) وأبو نعيم في الحلية (8/ 189) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)، قال ابو نعيم، حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل ا0هـ

وقال الكميت:

فلا أرمي البرىء بغير ذنب **** ولا أقفو الحواصن إن قفينا

والآية فيها قراءتان غير هذه وهما ليستا من السبعة:

الأولى: ولا تقفو، بإثبات الواو وقال السمين في الدر المصون (4/ 390) إن إثبات حرف العلة جزماً لغة قوم وضرورة عند آخرين 0

الثانية: ولا تقف بزنة ثقل من قاف يقوف أي تتبع أيضاً

انظر تفسير أبي السعود (3/ 327)، تفسير أبي حيان (6/ 32) وتفسير القرطبي (10/ 257).

(2) والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً0

(3) ذكرُ المؤلف لإنكار الأسماء هنا من باب المقابلة لأن الكلام في حكم الاثبات لا الإنكار إذ أنه سيذكره في الإلحاد إلا أنه زيادة فائدة 0

ويمكن أن يقال إن المسألة في حكم الأسماء إثباتاً و نفياً لكن غالب من يتكلم تحت هذا العنوان يتكلم في الإثبات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

(المتن)

فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

(الشرح)

(1) قال الخازن في تفسيره (2/ 276): (يعني ادعو الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ففيه دليل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده أنه يجوز أن يقال: يا جواد ولا يجوز أن يقال: يا سخى ويجوز أن يقال: يا عليم ولا يجوز أن يقال: يا عاقل، ويجوز أن يقال: يا حكيم ولا يجوز أن يقال يا طبيب ا 0 هـ

وقال الزمخشري في الكشاف (2/ 180): كما سمعنا البدو يقولون بجهلهم: يا أبو المكارم، يا أبيض الوجه ا 0 هـ

وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 111:

ومن علم هذا الباب، اعني: الأسماء والصفات، ومما يدخل في أحكامه [ويتعلق به من شرائط] أنه لا يتجاوز فيها التوقيف ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد ثم أن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين والسهولة وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك: جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، ومطر جود و فرس جوادٌ إذا: بذل ما في وسعه من الجري 0

وقد جاء في الأسماء " القوي " ولا يقاس عليه الجلد وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد، ولا يقاس على " القادر " المطيق ولا المستطيع لأن الطاقة والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة، ولا يقاس على " الرحيم " الرقيق وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعاً من رقة القلب وضعفه عن احتمال القسوة 0

وفي صفات الله سبحانه: " الحليم " و " الصبور " فلا يجوز أن يقاس عليها الوقور والرزين 0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير