تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي أسمائه " العليم " ومن صفته العلم، فلا يجوز قياسه عليه أن يسمى " عارفاً " لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل فإن عائدته عظيمة والجهل به ضار [وبالله التوفيق] 0

ملحق القاعدة الخامسة

قبل أن نورد الأقوال في كون الأسماء توقيفية أم لا نحرر محل النزاع وهو:

1 - أن العلماء متفقون على جواز إطلاق الأسماء والصفات إذا ورد بها الإذن من الشارع 0

2 - ومتفقون على امتناع تسميته إذا ورد المنع منه 0

3 - واختلفوا إذا لم يوجد إذن ولا منع على أقوال هي:

1 - أن أسماء الله توقيفية وهو مذهب أهل السنة كما سبق وقد ذكر المؤلف الأدلة على ذلك من الكتاب والعقل ونزيد دليلاً من السنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1/ 352) (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) والتسمية من الثناء فدل على أن العقل لا مجال له في باب الأسماء إلا التصديق والوقوف عند النصوص 0

ومن الأدلة أيضاً أنه لا يجوز تسمية النبي صلى الله وسلم بما ليس من أسمائه فالباري أولى، ذكره السفاريني في اللوامع (1/ 125)

قال السفاريني: لكنها في الحق توقيفيه ****لنا بذا أدله وفيه

2 - قول المعتزلة ومال إليه الباقلاني في تمهيد الأوائل ص 261، ونقله عنه التفتازاني في شرح المقاصد (4/ 344) وهو أن أسماء الله ليست توقيفية أي يجوز أن يسمى الله بكل اسم إذا كان متصفاً بمعناه ولم يوهم نقصاً وان لم يرد توقيف من الشارع، و ذكره الباجوري في شرح جوهرة اللقاني ص 89 0

وانظر شرح المحلي المطبوع مع حاشية العطار على جمع الجوامع (2/ 496) 0

3 - التوقف وعدم الجزم بالتحريم ولا الجواز وهو قول إمام الحرمين في الإرشاد ص 136.

ونسب الزركشي في شرح جمع الجوامع (4/ 869) إلى الباقلاني التوقف أيضاً فلعل له في المسألة قولين 0

مناظرة في أسماء الله هل هي توقيفية 0

يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً

فقال الجبائي: لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق 0

فقال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

فنحكم بالقوافي من هجانا **** ونضربُ حين تختلط الدماء

وقول الآخر:

أبني حنفية حكموا سفهاءكم **** إني أخاف عليكمو أن أغضبا

أى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم 0

فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك

أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى 0

قال: فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟

قال: فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/ 357) وعبدالرحمن بن بدوي في مذاهب الإسلاميين (1/ 500)

ومما سبق نستخلص قاعدة أخرى وهي:

إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الإخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم والشيء الموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه بعض ما لم يرد به السمع ذكر ه ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 162).

وايضاً اليك نص عزيز لابن القيم رحمه الله فى الباب:

(فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك) ............. الى ان قال رحمه الله:

(وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق).إ هـ مدارج السالكين جـ 3 صـ416،415

ارجو ان يكون فى هذه النقول الاجابة على ما طرحته اخى الفاضل والله عزوجل اعلم

ـ[أبوالأشبال]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:38 م]ـ

أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) (نقلا عن ابن القيم رحمه الله فى مدراج السالكين).

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

أبا المنذر، هل هذه القاعدة عامة؟ أقصد هل يمكننا اشتقاق الصفة من كل أفعال الله تعالى؟

محبكم أبو الأشبال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير