ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[11 - 02 - 05, 08:40 ص]ـ
الاخ الكريم/ أبوالأشبال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اما بعد
احبك الله الذى احببتنى فيه
اما سؤالك:هل يمكننا اشتقاق الصفة من كل أفعال الله تعالى؟ هل هذه القاعدة عامة؟
وللاجابة على هذا السؤال لابد أن نسأل سؤالاً اخر وهو
بما تثبت الصفات؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
إذا قال قائل: فهمنا الصفات وأقسامها، فما هو الطريق لإثبات الصفة مادمنا نقول: إن الصفات توقيفية؟
فنقول: هناك عدة طرق لإثبات الصفة:
الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى:] إن الله عزيز ذو انتقام [[إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله:] إنا من المجرمين منتقمون [[السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من] وكلم الله موسى تكليماً [[النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم. (شرح الواسطية صـ93)
وقال رحمه الله:
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث. وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ). (القاعدة السابعة فى الصفات /القواعد المُثلى) (وقد نقلها الشيخ السقاف حفظه الله فى قواعد الصفات فى كتابه صفات الله)
وقال رحمه الله:
القسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:
فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109). (شرح السفارينية صـ238)
واختم اخى بهذا الشرح للفاضلة د/كاملة الكوارى للقاعدة الثانية فى قواعد الصفات:
القاعدة الثانية
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
(المتن)
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (1) [لقمان: 27] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) قال السعدي في تفسيره (4/ 114):
{ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام} يكتب بها {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} مداداً يستمد بها، لتكسرت تلك الأقلام ولفنى ذلك المداد و {ما نفدت كلمات الله} وهذا ليس مبالغة لا حقيقة له بل لما علم تبارك وتعالى ان العقول تتقاصر عن الإحاطة ببعض صفاته وعلم تعالى أن معرفته لعباده أفضل نعمة أنعم بها عليهم، وأجل منقبة حصلوها وهى لا تمكن على وجهها ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله فنبههم تعالى على بعضها تنبيهاً تستنير به قلوبهم، وتنشرح له صدورهم ويستدلون بما وصلوا إليه إلى ما لم يصلوا إليه ويقولون كما قال أفضلهم وأعلمهم بربه: " لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وإلا فالأمر
¥