ـ[كساب]ــــــــ[08 - 08 - 04, 03:31 ص]ـ
بارك الله فيك وفي مشاركاتك
معلومات طيبة
وفي انتظار المزيد
http://islamfajr.com/999.gif (http://islamfajr.com/)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 08 - 04, 01:58 ص]ـ
قال ابن خلدون رحمه الله معرفا علم الخلاف: (وأما الخلافيات فاعلم أن هذا الفقه المستنبط من الادلة الشرعية كثر فيه الخلاف بين المجتهدين باختلاف مداركهم وأنظارهم ..... الى أن قال وجرت بينهم المناظرات في تصحيح كل منهم مذهب أمامه تجرى على أصول صحيحة وطرائق قويمة).
قال القنوجي في أبجد العلوم: (علم الخلاف: هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبه و قوادح الادلة وهو الجدل ... ).
وتعريف ابن خلدون يحصر علم الخلاف فيما كان منتشرا من المناظرات الفقهيه ومثله هذا التعريف الذي أورد القنوجي رحمه الله ونقله من كشف الظنون وغيره من المصادر فيه شئ من القصور أذ ان علم الخلاف أوسع مما ذكر وقصره على علم الجدل فيه ما فيه و علم الاختلاف يحسن أن يكون بمعنى (العلم بالمخالف ومعرفة دليله و وجه قصوره وتقرير القول المعتبر).
وقد يكون من أسباب شيوع هذه التعاريف وقصرها على علم الجدل الفقهي شيوع المناظرات في الاقوال وأنتشارها أنتشارا كبيرا جدا وأشتهر الشافعي رحمه الله ومحمد بن الحسن بهذا النوع من المناظرات الفقهيه.
وقامت سوق المناظرة حتى وصلت الى مسائل الاعتقاد وصارت حلق المناظرات في العلم أشهر من حلق العلم نفسها.
وقد ذكر ابن العربي في رحلته عجائب من هذه المناظرات وحكى بعض ما رأى في بيت المقدس وغيره.
وانتشر تصنيف الكتب التى عنيت بالجدل (الفقهي) وكانها تلقن اصحاب المذهب الادلة على رد كلام المخالف ككتاب ابن عقيل للحنابلة في الجدل، وكتاب الشيرازي (الموسوم بالمعونة) للشافعية في الجدل و هو (يلقنهم) مناظرة الحنفية خاصة (كما جرت العادة) والصيرمي الحنفي والدبوسي (ويقال انه اول من صنف هذه الكتب) والباجي المالكي وغيرهم.
مصادر الخلاف العالي:
وهي على أقسام:
1 - نوع من التصنيف في الخلاف مداره على المناظرة فهو يذكر قول المخالف وينقضه ويذكر قوله أو (قول أمامه) ويقرره.
2 - نوع قائم على نسبة المذاهب والاقوال تارة بالدليل وأخرى عريٌ عنه.
من مصادر القسم الاول:
كتب التعاليق:
والتعاليق نوع من التصانيف منتشر عند المتقدمين، لم أقف على من سماه وذكر نوعه وبين كنهه، غير ان الذي يظهر ان التعاليق تأتي بمعنيين:
الاول: ما يعلقه التلميذ عن شيخه.
الثاني: ما يعلقه الشيخ في دروسه.
وفي القسم الاول فأن غالب التعاليق تنسب الى التلميذ والشيخ معا، لان التلميذ يتصرف في التعليق و يسميها العلماء (تعليقة).
كتعليقة الغزالي عن شيخة الجويني في أصول الفقه وهي مشهورة.
ونقل الذهبي رحمه الله في السير: وقِيل: إِن أَبا الحسن علق تعليقة عن أبي القاسم الدركي، وله تعليق في النحو عن ابنِ جني.
وقال عن المحاملي: قال ابو اسحاق الشيرازي: تفقه بأبي حامد وله تعليقة تنسب اليه.
وقال رحمه الله، وقد قال بعض الشافعية: ما رأيت أحسن من تعليقة زهير عن ابي حامد الاسفراييني، لازمه ست سنين.
وقال أبو إسحاق عن ابي حامد الاسفراييني أيضا (عُلق عنه تعاليق على مختصر المزني) بالبناء على المجهول.
والامثلة على هذا القسم تفوق الحصر.
وأما القسم الثاني: فهو والقسم الاول في مورد واحد وانما قسمناهما للتقريب والقسم الثاني: هو أن يعلق الشيخ في أحد الفنون بمعنى أن يملي ما يشبه التصنيف لكن دون ان يحرر (في الغالب). وينقل من تلاميذه.
فأذا قيل ما علاقة بين كتب الخلاف وهذا النوع من التصنيف: قلنا أن وصف ما يذكر في كتب الخلاف بالتعاليق وصف أنتشر بين أهل العلم فيما يظهر ولعل السبب في هذا أن الكلام على الخلاف وذكر الادلة أنما يكون في مجالس الاملاء دون التصنيف (والله أعلم) أو هو وصف غلب على كتب الخلاف!
كما صنف في ذلك أبو يعلي الفرء الحنبلي كتابه (التعليق) وصنف عليه ابن الجوزي التحقيق وتعقبه ابن عبدالهادي في التنقيح.
و ككتاب الدبوسي التعليقة في الخلاف، وتعليقة للعكبري من أصحبنا في الخلاف أيضا، وتعليقة الاصبهاني.
حتى (فيما يظهر) غلب وصف التعاليق على كتب الخلاف.