تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل ثبت أن هذا الوقت من أوقات الإجابة؟ شارك فضلا لا أمرا بما لديك]

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:02 ص]ـ

الحمدُ لله وبعدُ؛

فهذا بحثٌ متواضعٌ عن وقتٍ من أوقاتِ الإجابةِ، ورد فيه حديثٌ بخصوصه، وقد فهمه بعض الأحبةِ على غيرِ ما جاءَ فبنوا عليه ساعةَ إجابةٍ يجهلها كثيرٌ من الناسِ، هذا على فرضِ ثبوت الحديثِ إذا سلمنا بقولهم فكيف إذا كان الحديثُ لا يثبتُ؟ والأمر الثاني أنهُ فُهم على غير مقصوده كما سترون.

روى الإمامُ أحمدُ في مسندهِ (3/ 332) بسندهِ فقال:

حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ - يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ -، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي جَابِرٌ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ -: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ.

قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ.

الحديثُ فيه علتانِ:

الأولى: في سندهِ كثيرُ بنُ زيد، وقد تفردَ بهذا الحديثِ، وتفردهُ لا يحتملُ، لأنه نقل أمراً تعبدياً لم ينقلهُ غيرهُ، ولو كان الدعاءُ يومَ الأربعاءِ معروفاً لنقل عن غيرهِ.

الثاني: فيه أيضاً عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة، وذكر الخلاف في اسمه، وهو مجهولٌ لا يعرفُ حالهُ.

ولهذا قال البزارُ كما في " كشف الأستار " (1/ 216) للهيثمي بعد الحديث: قال البزار: لا نعلمه يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد.ا. هـ.

والحديثُ ضعفه الأرنؤوط في تخريج المسند (14563) وقال: " لإسناده ضعيفٌ، كثيرُ بن زيدٍ ليس بذاك القوي، خاصة إذا لم يتابعه أحدٌ، وقد تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن عبد الرحمنِ بن كعب، وهذا الأخير في عداد المجاهيل، وله ترجمةٌ في التعجيل (563).ا. هـ

وضعفهُ أيضاً عمرو عبد المنعم في " السنن والمبتدعات (ص 297) وقال: ولاحجة فيه البتة على ما ذكره البيهقي، لضعفه وسقوطه.ا. هـ.

وعزى تخريج الحديث إلى " بدع الدعاء " (ص 40 - 41)، وليس الكتاب عندي.

وذهب بعض أهل العلم إلى تجويد الحديث وتحسينه.

فجود إسناده الإمام المنذري في " الترغيب والترهيب " وقال: رواه أحمدُ والبزارُ وغيرهما، وإسنادُ أحمد جيدٌ.ا. هـ.

وقال الهيثمي في " لمجمع " (4/ 12): رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ثقات.ا. هـ.

وحسن الحديثَ العلامة الألباني - رحمه الله - في " صحيح الأدب المفرد " (542)، و " صحيح الترغيب والترهيب " (1185).

* مسألة:

هل يستدلُ بهذا الحديثِ على فضلِ الصلاةِ في مسجدِ الفتح أم على تحري الدعاء في يومِ الأربعاءِ عند الزوالِ أو بعد الزوالِ أو بين الظهرِ والعصرِ؟

الذي يظهرُ من تراجم ِ العلماءِ للحديثِ أنهم يقصدون المسجدَ وليس الوقت، فقد وضع الإمامُ المنذري الحديث في " الترغيب والترهيب " تحت باب " الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام ومسجد المدينة، وبيت المقدس وقباء ".

وبوب له البخاري في " الأدب المفرد " (704): " باب الدعاء عند الاستخارةِ ".

وبوب عليه صاحب " كشف الأستار ": " باب في مسجد الفتح ".

وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/ 816):

وليس بالمدينة مسجد يشرع إتيانه إلا مسجد قباء وأما سائر المساجد فلها حكم المساجد العامة ولم يخصها النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان ولهذا كان الفقهاء من أهل المدينة لا يقصدون شيئا من تلك الأماكن إلا قباء خاصة.

وفي المسند عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الاربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه.

قال جابر: فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة.

وفي إسناد هذا الحديث كثير بن زيد وفيه كلام يوثقه ابن معين تارة ويضعفه أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير