فحسب، بل بعوامل كثيرة أخرى مثل زاوية الهلال عن الأفق وعوامل الجو. وبعض هذه العوامل قد يختلف العلماء في تفاصيلها. وأهمها:
1 - عمر الهلال (لا يمكن رؤيته بالعين المجردة لأقل من 15.5 ساعات، وغالباً 18 ساعة).
2 - البعد الزاوي بين القمر و الشمس عند غروبها (على الأقل 8 درجات).
3 - ارتفاع القمر عن الأفق الغربي وقت غروب الشمس (لا يمكن رؤيته لأقل من 5 درجات).
إنظر هذا الموقع: http://aa.usno.navy.mil/faq/docs/islamic.html
هزاع: لكننا نلاحظ اختلاف التقاويم عن بعضها البعض، مما يدل على تناقض الفلكيين. ومن المعروف أن هذه التقاويم تختلف بين بعضها وبعض، فمنها ما يجعل شعبان (29) يومًا، ومنها ما يجعله (30)، وكذلك رمضان، وذو القعدة وغيرها. فهذا دليلٌ على أنها لا تقوم على علم يقيني. لأن اليقين لا يعارض بعضه بعضاً.
أحمد: هذا صحيحٌ بلا ريب، ولكن ليس هذا هو الحساب العلمي الفلكي الذي نعنيه. علم الفلك الحديث يقوم على المشاهدة بوساطة الأجهزة وعلى الحساب الرياضي القطعي. ومن الخطأ الشائع لدى كثير من علماء الدين في هذا العصر، اعتقاد أن الحساب الفلكي هو حساب أصحاب التقاويم، أو النتائج، التي تطبعُ وتوزع على الناس، وفيها مواقيت الصلاة، وبدايات الشهور القمرية ونهايتها. وينسب هذا التقويم إلى زيد، وذاك إلى عمرو من الناس، الذين يعتمد معظمهم على كتب قديمة ينقلون منها تلك المواقيت، ويصفونها في تقويماتهم.
إن الذي نعنيه هو ما يقرره علم الفلك الحديث، القائم على المشاهدة والتجربة، والذي غدا يملك من الإمكانات العلمية والعملية "التكنولوجية" ما جعله يصل بالإنسان إلى سطح القمر، ويبعث بمراكز فضائية إلى الكواكب الأكثر بعدًا، وغدت نسبة احتمال الخطأ في واحداً إلى مئة ألف في الثانية. وأصبح من أسهل الأمور عليه أن يخبرنا عن ميلاد الهلال فلكياً بالدقيقة والثانية، لو أردنا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:29 م]ـ
هزاع: لو قال الفلكيون لم يولد القمر، ورآه العدول الثقات، فهل نكذب الحس –وهو الرؤية–؟
أحمد: نعم تعبدنا الله تعالى برؤية الهلال، ونحن نبحث عمن رآه حقيقة. فالحساب آلة للتثبت من صحة الرؤية، وليس بديلاً عنها. فكلام الفلكيين مُقدَّمٌ على رؤية منفرد عامي ليس من أهل الاختصاص ما دام الحساب يقضي بالاستحالة، والمراصد تنفي وجود الهلال، وأهل الاختصاص خرجوا و لم يروا شيئاً. إذا جاءك رجل وقال لك لقد رأيت الشمس تغرب الساعة 3 بعد الظهر، فهل تصدقه حتى لو كان ثقة؟ أم تبحث عن سبب الخطأ في توهمه الرؤية، وتكون على يقين بأنك ستكشف الخطأ؟
هزاع: بل أحمله على الخطأ متعمداً أم غير متعمد؟
أحمد: فإن كنت تقر بمبدأ رد شهادة العدل في الرؤية إن خالفت المعقول، فلم لا تقبل برد الشهادة إن خالفت الحساب الفلكي القطعي؟
هزاع: لأن النبي ? قال: «إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ: لا نكتب ولا نحسب».
أحمد: فلماذا تكتب طالما أنت من أمة أميّة لا تكتب؟!
هزاع: لأن الكتابة حلالٌ بالإجماع.
أحمد: بالضبط. ولا يقبل الحديث إلا معنيين: إما أن يكون الحديث نهياً عن الكتابة والحساب (فينبغي بذلك ذكر الحديث في باب فضائل الأميّة!!)، وإما أن يكون الحديث في الإخبار عن واقع في الزمن الذي قيل به الحديث. ولا ثالث بينهما.
فليزم على التفسير الأول: القول بتحريم الكتابة والحساب، وهما عمدة العلوم العقلية اليوم. وما علمت أحداً من العلماء أصلاً فهمه كذلك. وهل سمعت في أحد الكتب "باب فضل الجهل والأميّة"؟ أو "باب تحريم الكتابة والحساب"؟!
فإن لم يكن نهياً فهو إذاً إخبار عن واقع في ذلك العصر. فإن اليهود يعملون بالتقويم القمري كذلك وليس الشمسي. وكانت لهم طريقة في الحساب الفلكي تعتمد على حساب المطلع الفكلي للقمر. وكان العرب آنذاك أمةُ أمية لا يعرفون الكتابة ولا الحساب. فمن الطبيعي أن يرفض رسول الله ? عرض اليهود بحساب مطالع الشهور. هذا عدا أن تلك الحسابات لم تكن صحيحة أصلاً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:30 م]ـ
هزاع: فلماذا تريدنا أن نعتمد الحسابات الفلكية هذا اليوم؟
¥