ويجوز أن يلبس نعلاً على أن يقطع كل وصل إلى الكعبين. والكعبين هما العظمتان البارزتان على يمين ويسار المفصل الواصل بين الساق والقدم. والنعال هو الحذاء. قال الفيروزأبادي: ما وُقيت به القدم من الأرض. ولا عبرة في الخيطان الموجودة.
ويجوز له كذلك أن يلبس جوربين لكن يقصهما ليبقيا دون الكعبين.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[24 - 01 - 04, 12:25 ص]ـ
تم ترتيب الموضوع وتخصيصه بحكم لبس التبان للمحرم من قبل المشرف
ولعل الإخوة يكملوا النقاش حول هذه المسألة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 01 - 04, 07:23 ص]ـ
هذا أدلة أخرى على جواز لبس التبان كما هو مذهب الصحابة الذين هم أفقه من تكلم في المسألة:
1 - أما خبر عمار رضي الله عنه ففيه حجة قوية. وقد حاول بعض المتأخرين تأويل هذا بتكلف فقال ربما يكون معذوراً. وقلنا هذا احتمال ضعيف لا إثبات له. وإطلاق هذه الاحتمالات الضعيفة في النصوص الشرعية يفسدها. والناقل عنه ثقة فقيه معروف. فلو كان عمار معذوراً لنقل لنا هذا ولم يكتمه.
2 - وكذلك غلمان أمنا عائشة رضي الله عنها، من الواضح أنهم ما كانوا معذورين لا بحساسية ولا بغيرها. وما أمرتهم أبداً فالافتداء. ولو أمرتهم لنقل ذلك الراوي عنها وهو القاسم، وكان من أفقه التابعين.
3 - والصحابي إن تفرد برأي لم يخالفه أحد من الصحابة، كان ذلك حجة عند الجمهور وعند الأئمة الأربعة كما ذكره بعض المحققين. والبعض يعد ذلك إجماعاً. فكيف إن وافقه صحابي آخر وكان ذلك موافقاً للأصول؟
4 - قياس التبان على السروال قياس فاسد لأنه قياسٌ مع الفارق، وهو لا يجوز. فالسروال طويل يستر ما بين السرة إلى الركبة، وغالبا يصل إلى الكعبين. أما التبان فقصير جداً لا يستر إلى السوئتين وليس له أكمام. وأما مسألة أن التبان مخيط، فكلمة مخيط لم ترد أصلاً لا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه. وإنما هي مصطلح فقهي وظاهره -كما يفهمه العوام- غير مراد. فإنه لو كان لباس الإحرام فيه رقعة مخيطة، لجاز لبسه بغير كراهة، لا خلاف في ذلك.
5 النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد الملابس التي لا يجوز للمحرم لبسها. ولم يذكر من بينها التبان قطعاً. ومن كذب عليه فليتبوء مقعده من النار. وحاشا الله أن يجتمع أصحابه على معصيته أو على سوء فهم فوله، وهم أفقه الناس به وأعرفهم بدلالاته. لا يتهمهم بذلك إلا مبتدع.
6 - الأمر على الاجتهاد، واجتهاد العلماء الراسخين (وهم الصحابة الابرار) أحب إلينا من الاجتهادت الشاذة التي يأتي بها المتاخرون.
7 - وقد سمعنا الكثير من القصص. منها أن الكثير من الحجاج تصيبه الحساسية والتسلخ لأنه معتاد طوال حياته على التبان. ومنها شخص يسقط رداءه أثناء الطواف، سترنا الله في الدنيا والآخرة. كما تجد بعض الحجاج النائمين وقد ظهرت عوراتهم المغلظة. وكل ذلك بسبب عدم لبسهم للتبان.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 01 - 04, 02:06 م]ـ
لبس عمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للتبان لم يكن اختياراً، بل اضطراراً، فقد ضرب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حتى فتق، وأصيب في مثانته، فكان يلبس التبان لأجل المرض:
قال ابن شبة في أخبار المدينة ج:2 ص:181
1914 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال: اجتمع ناس فكتبوا عيوب عثمان وفيهم ابن مسعود فاجتمعوا بباب عثمان ليدخلوا عليه فيكلموه فلما بلغو الباب نكلوا إلا عمار بن ياسر فإنه دخل عليه فوعظه فأمر به فضرب حتى فتق فكان لا يستمسك بوله
فقيل لعمار: ما هذا؟ قال: إني ملقى من قريش لقيت منهم في الإسلام كذا وفعلوا بي كذا ثم دخلت على هذا يعني عثمان فأمرته ونهيته فصنع ما ترون فلا يستمسك بولي
1916 - حدثنا عفان حدثنا أبو محصن قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهيم قال أنا شاهد للأمر سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان أن ائتنا فإنا نريد أن نذاكرك أشياء أحدثتها وأشياء فعلتها
فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم فإني مشتغل وميعادكم يوم كذا وكذا حتى أتشوف لكم
فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف فتناوله رسول عثمان فضربه فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان ما تنقمون قالوا ننقم عليك ضربك عمارا
فقال جاء سعد وعمار فأرسلت إليهما فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف فتناوله رسولي عن غير أمري فوالله ما أمرت ولا رضيت فهذي يدي لعمار فليصطبر
قال أبو محصن يعني: يقتص) اهـ
"""""""""
وفي النهاية في غريب الأثر ج2/ص126
وفي حديث عبد خير قال: رأيت علي عمار دقرارة وقال إني ممثون.
الدقرارة: التبان، وهو السراويل الصغير الذي يستر العورة وحدها، والممثون الذي يشتكي مثانته
""""""""
وفي لسان العرب ج13/ص399
قال الكسائي وغيره الممثون الذي يشتكي مثانته وهي العضو الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف يقال منه رجل مثن و ممثون فإذا كان لا يمسك بوله فهو أمثن و مثن الرجل بالكسر فهو أمثن بين المثن إذا كان لا يستمسك بوله
"""""""""""""""""""""""""""""""""
وفي لسان العرب أيضاً ج13/ص72
(وفي حديث عمار أنه صلى في تبان فقال إني ممثون أي يشتكي مثانته) اهـ
""""""""""""""""""""
قلت:
ومثله حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ حمله أهل العلم على مثل ما تقدم، والله أعلم، قال أبو العباس ابن تيمية في شرح العمدة (3/ 44)
(وعن عطاء أنه كان يرخص للمحرم في الخف في الدلجة وهذا يقتضي أنه إذا احتاج إلى السراويل والتبان ونحوهما للستر لكونه لا يستره الإزار أو إحتاج إلى الخف ونحوه لكونه لا يستطيع المشي في النعل لا فدية عليه) اهـ
""""""""""""""""""""""""""""
¥