تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم نقل شيئا من كلام ابن مفلح رحمه الله في الفروع الذي سبق بنقله الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله.

والكتاب جدير بالمطالعة، وجزاكم الله خيرا

ـ[الشيشاني]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:22 م]ـ

قبل أسبوعين وأنا خارج من المكتبة وقع نظري على كتيّب صغير، مكتوب عليه: من أدب الإسلام.

فقلت لعلي أقرأه وأستفيد (ولا أدري هل كنت سأشتريه لو كان حجمه كبيرا). ولما تناولت الكتاب وجدتُ أن مؤلفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.

كان في الكتاب موضوع عن: أدب المسلم مع الكبير في مماشاته ومحادثته وسائر معاملته. والشيخ يقرر أن الكبير أولى بالتقديم من الأيمن في كثير من الحالات. فوقع في نفسي من هذا شيء، وقلت لعلي أبحث عن ذلك أكثر.

وبالأمس وجدت في هذا الملتقى المبارك هذا الموضوع، وبعد القراءة فكّرت أن أضيف ما جاء في الكتاب، لكن تراجعت ولم أفعل لِبُعْدِ زمنِ آخرِ مشاركةٍ في الموضوع، فإذا بالشيخ المسيطير - بارك الله فيه - اليوم قد جدد الموضوع.

وأنقل هنا ما جاء في الكتاب تتميما للفائدة:

"اعرف للكبير قدره وحقه، فإذا ماشيته فسرعن يمينه متأخرا عنه بعض الشيء وإذا دخلت أوخرجت فقدمه عليك في الدخول والخروج، وإذا التقيت به فأعطه حقه من السلام والاحترام، وإذا اشتركت معه في حديث فمكنه من الكلام قبلك، واستمع إليه بإصغاء وإجلال، وإذا كان في الحديث ما يدعو للمناقشة فناقشه بأدب وسكينة ولطف، وغض من صوتك في حديثك إليه، وإذا خاطبته أوناديته فلاتنس تكريمه في الخطاب والنداء.

وإليك بعض الأحاديث والآثار التي تدعو إلى هذا الأدب: جاء أخوان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليحدثاه بحادثة وقعت لهما، وكان أحدهما أكبر من أخيه، فاراد أن يتكلم الصغير، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: 'كبر كبر'. -أي أعط الكبير حقه، ودع لأخيك الأكبر الكلام -. رواه البخاري ومسلم.

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ليسى منا من لم يجل كبيرنا، -وفي رواية: ليس منا من لم يوقركبيرنا - ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه '. رواه الإمام أحمد والحاكم والطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.

واستمع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الشباب آداب الصحبة والاجتماع، وتقديم الكبير على الصغير، قال الصحابي الجليل مالك بن الحويرث رضي الله عنه: 'أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون -أي شباب متقاربون في السن -، فاقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا، فظن أننا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عن من تركنا من أهلنا؟ فأخبرناه، فقال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلموهم ومروهم، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم '. رواه البخاري ومسلم.

وحكى الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى، في ترجمة الفقيه (أبي الحسن علي بن مبارك الكرخي) المتوفى سنة 487، وقد تتلمذ على الإمام الفقيه القاضي أبي يعلى الحنبلي شيخ الحنابلة في عصره رحمة الله تعالى عليهما، قال: قال لي القاضي أبويعلى يوما - وأنا أمشي معه -: إذا مشيت مع من تعظمه، أين تمشي منه؟ قلت: لا ادري، قال: عن يمينه، تقيمه مقام الإمام في الصلاة، وتخلي له الجانب الأيسر، فإذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى، جعله في الجانب ا لأيسر.

قدم الكبير وذا الفضل في الضيافة والتكريم،فابدأ به قبل غيره، ثم من على يمينه في المجلس، عملا واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك

-إضافة إلى الحديثين السابقين: 'كبركبر'، و'ليس منا ه لم يوقر كبيرنا'- أحادث كثيرة جدا، وإليك جملة منها:

روى مسئم في 'صحيحه 'في (باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما): 'عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنا إذا دعينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى طعام، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده '.

وقد عقد الإمام النووي رحمه الله تعالى، في كتابه 'رياض الصالحين 'بابا خاصا في هذا الموضوع وأورد فيه طائفة كبيرة من الأحاديث، أقتصر هنا على ذكر أكثرها، وعنونه بقوله: 'باب توقير العلماء والكبار وأهل الفضل وتقديمهم على غيرهم، ورفع مجالسهم وإظهار مرتبتهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير