تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه نتف من أقوال الشيخ ابن عاشور في تفسير هذه الآية: (أخذته العزة: إذا وعظه واعظ بما يقتضي تذكره بتقوى الله تعالى غضب لذلك. أخذته: احتوت عليه عزة الجاهلية، والعزة: صفة يرى صاحبها أنه لا يقدر عليه غيره، ولا يعارض في كلامه، لأجل مكانته في قومه، واعتزازه بقوتهم، قال السموأل:

وننكر إن شئنا على الناس قولهم - - ولا ينكرون القول حين نقول

والعزة: أل فيها للعهد، وهي العزة المعروفة لأهل الجاهلية، التي تمنع صاحبها من قبول اللوم أو التغيير، لأن العزة تقتضي المنعة، فأخذ العزة له كناية عن عدم إصغائه لنصح الناصحين.

أخذته العزة المصاحبة للإثم، وهو احتراس لأن من العزة ما هو محمود من ذلك قوله تعالى: (ولله العزة .. ) الآية.

والآن من الذي قيل له اتق الله وتأدب مع العلم وأهله، واسأل أهل العلم قبل أن تنشر ما تكتب؟ فأبى وتكبر، من الذي نصحه إخوانه كثيرا – تصريحا وتلميحا - بترك الهجوم على العلم بدون بينة، وترك التعميمات المضللة، والإطلاقات المفسدة للعلوم، والدعاوى الفجة، ولا زالت نصائحهم تترى إلى ساعتنا هذه، فأبى وأصر على ما هو عليه؟

ألم أرسل لك هذه الرسالة مرتين من مدة، فلم ترد عليها ولو برد السلام؟

: الفهم الصحيح

To : محمد الأمين

التاريخ: 2004 - 05 - 26 05:52

عنوان الموضوع: تعارف و تناصح

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ محمد الأمين: السلام عليكم ورحمة الله

وبعد: أخي العزيز- جنبك الله الشبهة، وعصمك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا، وبين الصدق سببا، وحبب إليك التثبت، وزين في عينك الإنصاف ....

وعرفك ما في الباطل من الذلة وما في الجهل من القلة. فقد اطلعت على بعض كتاباتك في الملتقى فأعجبني اجتهادك في العلم، وجرأتك في خوض كثير من المواضيع العلمية.

وأخوك- بظهر الغيب- في هذه الرسالة يحب أن ينصح لك-بينك وبينه- امتثالا للأوامر الشرعية.

فأقول: أخي الفاضل لو تريثت قليلا في بعض المسائل التي تبحث فيها، وأكثرت من استشارة بعض أهل العلم قبل نشرها والجزم بنتائجها، أو مذاكرة بعض إخوانك من أهل الملتقى أو غيرهم كان أحسن لمستقبلك العلمي.

ثم أخي العزيز حبذا لو اجتنبت الأسلوب الإنتقائى في الكتابة واستبدلته بالدراسة الواسعة للمواضيع من جميع جوانبها وجمع الأقاويل والآراء لتمحيصها قبل الجزم بنتائجها.

ثم أخي الانتباه –كل الانتباه- عند الكتابة في المواضيع الحساسة التي تمس عواطف أو عقول كثير من الناس، وهذا الكلام –أرجو- أن لا يفهم على أني أدعوك لإخفاء ما تراه من الحق متى ما علمته ولكن التريث التريث والفهم الفهم قبل النشر والعرض على الناس. والله من وراء القصد).

من الذي أخذته العزة بالإثم فراح يتمادى في ظلمه للإمام وتلاميذه، وينسب لهم التقول على إمامهم، وتغيير مذهبه؟ ومن الذي راح يكيل الاتهام لمن انتقد ما عليه من خطأ وضعف علمي، ونصحه بالتريث وسوأل أهل العلم عما يكتبه في العلم؟

وأما البيت المستشهد به فهو للمتنبي من قصيدة يمدح بها كافورا، مطلعها:

فراقٌ ومن فارقت غير مذمم - - وأمٌّ ومن يممت خير ميمم

ومنها قوله:

أصادق نفس المرء من قبل جسمه - - وأعرفها في فعله والتكلم

وأحلم عن خلي وأعلم أنه - - متى أجزه حلما على الجهل يندم

ويروى:

وأحلم عن خلي وأعلم أنني - - متى أجزه يوما على الجهل أندم

ومعنى البيت على ما جاء عند البرقوقي في شرحه على الديوان 4/ 264: (إذا كان فعل المرء سيئا قبيحا ساء ظنه بالناس، لسوء ما انطوى عليه، وإذا توهم في أحد ريبة أسرع إلى تصديق ما توهمه لما يجد مثل ذلك في نفسه).

انظر إلى فعلك يا محمد الأمين ومقدار ما به من السوء، فقد عابه كل من قرأه أو سمع به، وكفى بإطباق الناس على فعل أنه سيء حجة لتركه، أليسوا شهداء الله على خلقه؟ أليس أول ما يتبادر إلى قارئ مقالك ملاحظة أنه مشحون بنفسية الاتهام، ومثخنا بعقلية الإدانة وسوء الظن؟ ألم يصل بك منهج سوء الظن والفعل إلى ترك الترحم على الإمام في مقالك كله؟

وعلى المريب شواهد لا تدفع

ألست القائل: (ومع ذلك تجده قد أفتى ببعض الأحكام الشرعية بعنصرية).

والقائل: (أصبح الإمام مالك فقيهاً وأخذ يفتي، وتعرض لكثير من السخرية لمخالفته من هم أعلم منه).

والقائل: (أي أن أحمد موافق لفتوى ابن أبي ذئب في استتابة مالك).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير