فإنَّ القرآن أنزله الله بلسان عربيٍّ مبينٍ، على أكبر وجوه البلاغة والإعجاز، وتحدَّى العرب بذلك.
فمن البلاغة أن يكون ثمَّة حذفٌ دالٌّ على الفصاحة.
ومن البلاغة وقمتها أن يكون ثَمَّة إسهابٌ أو إطنابٌ أو نحو ذلك.
فلا يقال: إنَّ قوله حرفٌ زائدٌ فيه عيبٌ للقرآن أو انتقاصٌ منه!
كلا .. لأنَّ هذه الحروف كونها زائدة في هذا الموضع مما يزيدها فصاحة وبلاغة وبياناً، فهو للمدح أقرب منه للذم أو العيب.
ولا كونه منزوعاً أنَّ فيه نقصاً، بل هو غاية الكمال والفصاحة والبيان.
وإلاَّ لقيل في بعض الآيات التي قيل إنها ((من جهة البلاغة)) فيها إسهابٌ أو إجمال: لا يليقُ هذا بكلام الله، فهل فيه إسهاب، وهل فيه إطنابٌ!
وهل فيه حذف حرف التشبيه ... والخ
- فمقتضى كلام العرب وابداعها في فصاحتها (والذي نزل القرآن بلغتها) وجود شيءٍ من الحذفِ أو الزيادة أو .. غير ذلك.
- هذا من جهة المعنى ..
ولا نشكُّ أنَّ التعبير - فقط - بلفظٍ أقرب إلى الأدب هو الأولى مع كلام رب العالمين.
لكن بيان ذلك وشرحه عند التعرُّض لبلاغته ليس فيه تنقُّصاً أو عيباً للقرآن، فيحرم أو يكره لأجل ذلك.
- والله تعالى أعلم.
- إضافة -
- قال في المثل السائر (2/ 77): " والأصل في المحذوفات جميعها على اختلاف ضروبها أن يكون في الكلام ما يدل على المحذوف، فإن لم يكن هناك دليل على المحذوف فإنه لغو من الحديث، لا يجوز بوجهٍ ولا سببٍ.
ومن شرط المحذوف في حكم البلاغة أنه متى أظهر صار الكلام إلى شيء غثٍّ، لا يناسب ما كان عليه أولا من الطلاوة والحسن".
• قال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 26): "زعم أبو القاسم السهيلي وشيخه ابن العربي: أنَّ اسم الله غير مشتق؛لأن الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها، واسمه تعالى قديم، والقديم لا مادة له، فيستحيل الاشتقاق.
ولا ريب أنه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى، وأنه مستمد من أصل آخر فهو باطل.
ولكن الذين قالوا بالاشتقاق لم يريدوا هذا المعنى، ولا ألمَّ بقلوبهم، وإنما أرادوا أنه دالٌّ على صفةٍ له تعالى، وهي الإلهية، كسائر أسمائه الحسنى، كالعليم والقدير والغفور والرحيم والسميع والبصير.
فإنَّ هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب، وهي قديمة، والقديم لا مادة له، فما كان جوابكم عن هذه الأسماء، فهو جواب القائلين باشتقاق اسم الله.
ثم الجواب عن الجميع: أننا لا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولِّدةٌ منها تولُّد الفرع من أصلهِ.
وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه: أصلاً وفرعاً ليس معناه أنَّ أحدهما تولَّد من الآخر، وإنما هو باعتبار أنَّ أحدهما يتضمن الآخر وزيادة.
وقول سيبويه: إن الفعل أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء هو بهذا الاعتبار، لا أنَّ العرب تكلموا بالأسماء أولاً، ثم اشتقوا منها الأفعال، فإن التخاطب بالأفعال ضروري، كالتخاطب بالأسماء لا فرق بينهما.
فالاشتقاق هنا ليس هو اشتقاق مادي، وإنما هو اشتقاق تلازم، سمي المتضمِّن بالكسر مشتقاً، والمتضمَّن بالفتح مشتقاً منه.
ولا محذور في اشتقاق أسماء الله تعالى بهذا المعنى ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 12 - 04, 10:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على المشاركات النافعة، وقد قام الإخوة بموقع صيد الفوائد بكتابة كتاب معجم المناهي اللفظية كاملا على الوورد، فجزاهم الله خيرا وبارك فيهم
وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=122793&posted=1#post122793
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 12 - 04, 03:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
استدراك
أبيار علي
ذكر الشيخ بكر القضاعي -وفقه الله
(وقت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المواقيت، ومنها: ميقات أهل المدينة: ((ذو الحليفة)) وهو واد يقع على حافة وادي العقيق على يمين الذاهب إلى مكة مع طريق الهجرة ((المُعَبَّد)) ويكون ((جبل عيْرٍ)) – وهو حد المدينة جنوباً – على يساره، ولا يزال هذا الميقات معروفاً بالاسم إلى هذا اليوم، ويعرف أيضاً باسم: ((آبار علي)) أو: ((أبيار علي)) وهي تسمية مبنية على قصة مكذوبة، مختلقة موضوعة، هي: أن علياً – رضي الله عنه – قاتل الجن فيها. وهذا من وضع الرافضة – لا مسَّاهم الله بالخير ولا صبَّحهم -؛ وما بني على
¥