ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:11 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المتمسك بالحق
والذي جرى عليه أهل العلم هو (عدم جواز الاخذ بقول لم يقل به الائمة الاربعة) الا: لمن قويت ملكته العلميه ورسخ علمه الشرعي وصار الى الدرجة التى يصير فيها مجتهدا او قريب منه.
هكذا يقولون، لكن الحقيقة أن أحداً من الأئمة الأربعة (سوى الإمام الشافعي) كانت له أصول واضحة ثابتة. يروي ابن عبد البر في كتابه "جامع العلم" أن الشافعي قال: «قدمت إلى مصر، ولم أكن أعرف مالك يخالف من أحاديثه إلا ستة عشر حديثاً. فنظرته وإذا به يقول بالأصل ويدع الفرع، ويقول بالفرع ويدع الأصل»! وهذا يؤكد ما قلناه أن مالك لم يكن له مذهب وأصول واضحة يلتزم بها. المذهب المالكي كان -في أوله- مجرد أسئلة وأجوبة مختصرة دون أدلة ومناظرات وردود على الخصوم. ولم تكن له كتب أصول، وإنما كُتبت بعد عصور من وفاة الإمام مالك. وهذا تجده عند الحنفية أكثر. فإن أصول المذهب الحنفي كتبه بعض المعتزلة المتعصبين، بناء على قواعد فلسفية كلامية، أريد بها إيجاد قواعد تمشي عليها الفروع. فلذلك كثر التناقض بين تلك الأصول الفقهية. أما مذهب الإمام أحمد فكان مبنياً -بشكل أساسي- على الحديث والأثر، وليس على علم الكلام، إلى أن جاء من بعده (مثل ابن عقيل المتأثر بالمعتزلة) فوضعت كتب الأصول.
أما لماذا المذاهب الأربعة فقط؟ فلأنه تم فرضها بالقوة:
قال ابن حزم في كتابه "الإحكام في أصول الأحكام" (6
126): «وليعلم مَن قرأ كتابنا، أن هذه البدعة العظيمة –نعني التقليد– إنما حدثت في الناس وابتُدئ بها بعد الأربعين ومئة من تاريخ الهجرة (140هـ)، وبعد أزيد من مئة عام وثلاثين عاماً بعد وفاة رسول الله ?. وأنه لم يكن قط في الإسلام قبل الوقت الذي ذكرنا مسلم واحدٌ فصاعداً على هذه البدعة، ولا وجد فيهم رجل يقلد عالماً بعينه، فيتبع أقواله في الفتيا، فيأخذ بها ولا يخالف شيئاً منها. ثم ابتدأت هذه البدعة من حين ذكرنا في العصر الرابع في القرن المذموم، ثم لم تزل تزيد حتى عمَّت بعد المئتين من الهجرة (200هـ) عموماً طبق الأرض، إلا من عصم الله –عز وجل– وتمسك بالأمر الأول الذي كان عليه الصحابة والتابعون وتابعو التابعين بلا خلاف من أحد منهم. نسأل الله تعالى أن يثبِّتنا عليه، وأن لا يعدل بنا عنه، وأن يتوب على من تورَّط في هذه الكبيرة من إخواننا المسلمين، وأن يفيء بهم إلى منهاج سلفهم الصالح».
بقي العمل بالمذاهب المتعدّدة عند أهل السنة، الأربعة وغيرها، إلى أن جعل الخلفاء المدارس وقصروا التدريس في هذه المذاهب. كما أن مناصب القضاء حُصرت أيضاً في القضاة الذين يقضون بفتاوى الأئمة الأربعة. واستمر الحال على ذلك، إلى أن أمر السلطان الظاهر بيبرس –الذي كان له النفوذ والسلطان على مصر والشام وغيرهما من بلاد الإسلام– بجعل قضاة أربعة في مصر: لكل مذهب قاض خاص، وكان ذلك في سنة 663هـ. ثم جعل بعد ذلك بعام في بلاد الشام قضاة أربعة أيضاً. وعلى ذلك استمر الحال. فانحصرت المذاهب عند أهل السنة في هذه الأربعة، منذ ذلك الوقت إلى زماننا الحاضر.
قال السيد سابق في فقه السنة (1\ 10): «وبالتقليد والتعصب للمذاهب فقدت الأمة الهداية بالكتاب والسنة، وحدث القول بانسداد باب الاجتهاد، وصارت الشريعة هي أقوال الفقهاء، وأقوال الفقهاء هي الشريعة، واعتُبر كل من يخرج عن أقوال الفقهاء مبتدعاً لا يوثق بأقواله، ولا يُعتد بفتاويه. وكان مما ساعد على انتشار هذه الروح الرجعية ما قام به الحكام والأغنياء من إنشاء المدارس، وقصر التدريس فيها على مذهب أو مذاهب معينة، فكان ذلك من أسباب الإقبال على تلك المذاهب، والانصراف عن الاجتهاد، محافظة على الأرزاق التي رُتّبت لهم!».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:35 م]ـ
مع العلم أني لست مؤيداً لفتح باب الاجتهاد على مصراعيه كما نجد من بعض صغار العلم يكون في أول الطلب، وينشئ مذهباً خاصاً فيه يجمع فيه من الأقوال الشاذة ما لا يحصيه إلا الله. وهؤلاء يقول عنهم الشيخ الألباني: تزبزب قبل أن يتحصرم.
الأخ أبو بكر الغزي
المذهبية المتعصبة انتهى عصرها، وأفل نجمها. ومشكلتنا اليوم في العصرانية التي فتحت أبواب الاجتهاد لصحفيين مغمورين جعلوا من أنفسهم "مفكرين إسلاميين" يعيدون إحياء فكر المعتزلة تحت إسم الوسطية والتجديد.
والداعين إلى المذهبية أكثرهم يفعل ذلك كذريعة لانتقاص السلفيين. فمثلاً تجد الدكتور الضال البوطي يناظر الألباني مرات كثيرة في مسألة المذهبية، ويكثر من انتقادها. لكنه كثيراً ما يخالف مذهبه الشافعي، بل ويصرح بذلك. وقد ذكر العلامة الألباني بعض تناقضاته تلك في كتابه النافع "الدفاع عن السنة والرد على جهالات البوطي".
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:51 م]ـ
أخي ’محمد الأمين‘:
المذهبية تعشش اليوم في الغرب، كما تفعل الصوفية التي انحسرت من الحواضر العصرية الشرقية .. إلى تلك الغربية!! أنا أتحدث عن المذهبية والتمذهب لا في الوطن العربي (من حيث يكتب معظم الناس في ساحات الحوار العربية، ومنها هذا الملتقى) بل في بلاد المهجر!!! الهنود والباكستانيون ’قارفيننا في عيشتنا‘ يا أخي!!!!!! وكثير ممن يسلم من الغربيين يصبحون مثلهم .. بل ويظهر منهم من يسموهم بـ’عالم‘، مثل المفكر الأمريكي الفيلسوف الجهمي الصوفي الشاذلي ’نوح حاميم كلر‘ القاطن في الأردن (في منطقة خرابشة) ويبث سمومه على مواقع في الانترنت بالانجليزية تشتهر بين شباب المسلمين في الغرب (من الذين لا يعرفون العربية بالأخص فلا يحصلون على الكتب المطبوعة في بلاد الحرمين أو تلك السائرة على المنهج السلفي -لقلة المترجم منها!) من الهنود والباكستانيين. وبسبب كثرة هؤلاء، فإن كثيراً حتى ممن يولد هنا من غير خلفيتهم الوطنية/الثقافية (أي عرباً) يصبحون مثلهم!!! وهؤلاء كلهم خناجر في ظهر الدعوة السلفية، الدعوة لتنقية النبع الإسلامي!!! وهؤلاء يحيطون بنا في منطقتنا، لذلك موضوع المذهبية شاغل من شواغلنا!!!
الحاصل أن العرب يتخلصون تدريجياً وبسرعة من التصوف والتمذهب، فيما يزيد هذين بين العجم!!!!
¥