وبعد: وجود مؤلف يجمع أدلة المالكية في هذا الزمان أمر عسر جدا، فقد ضاع شيء كثير منها في مصيبة المسلمين الأولى بدخول المغول لدار السلام –ولعله إن بقي شيء قد ضاع لاسمح الله في المصيبة الحاضرة اليوم ببغداد- وضاع شطر آخر بمصيبة المسلمين في أرض الأندلس منذ قرون.
ثم جمود العلماء وطلبة العلم عن تعويض ذلك الكنز المفقود- مع وجود أصوله- والاكتفاء بالمختصرات مصيبة أخرى حلت بالمسلمين من مالكية وغيرهم.
ومع هذا فقد سلم لنا بعض من تلك المصنفات، وسلم لنا بعض الرجالات من أفذاذ أهل العلم اجتهدوا في السير على طريقة السلف الماضين في الاستدلال لمسائل الفقه بمختلف الأدلة الشرعية.
وإليك –أخي الفاضل- بعضا من تلك المصنفات لفقهاء مالكية غير ما ذكره الإخوة قبلي – باستثناء البيان والتحصيل فقد كررت ذكره لأنه الكتاب الوحيد الذي جمع أبواب الفقه بين أيدينا اليوم مع الاجتهاد في الاستدلال -.
عيون الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الأمصار/ لأبى الحسن القصار ت 397ه. توجد بعض الأجزاء من الكتاب في خزانة القرويين، وقطعة أخرى أظنها في أسبانيا.
الإشراف على مسائل الخلاف/ للقاضي عبد الوهاب، وهو مطبوع في مجلدين.
المنتقى/ للباجي فيه الكثير من حجج المالكية نقلية وعقلية أوردها على طريقة أهل العلم في الاستدلال.
ومن الكتب التي اهتمت بالدليل كتاب التعليق على المدونة / لابن الصائغ القيرواني ت486ه، انظر فهرس مخطوطات القرويين 1/ 378.
البيان والتحصيل/ لابن رشد الجد وقد طبع في ثمانية عشر مجلدا، أخبرني بعض الباحثين أنه جرد المجلد الأول والثاني فوجد نهما سبع مئة حديث مرفوع.
المقدمات الممهدات/ له أيضا وهو كتاب عجيب في التأصيل للمالكية كيف لا ومؤلفه الإمام الفقيه بحق ابن رشد الجد.
مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة/ للإمام أبي الحسن على بن سعيد الرجراجي من علماء القرن السابع على ما أظن، وصف الشيخ محمد العابد طريقته في التأليف فقال: (وقاعدته في التأليف أن يذكر الكتاب المراد شرحه ويقول: وتحصيل مشكلات هذا الكتاب وجملتها كذا وكذا من المسائل، وعقب تقرير كل مسألة وشرحها يقول: وسبب الخلاف ..... وهنا يقرر أصل الخلاف ومستند كل قول من الكتاب والسنة مع البحث والاستدلال على طريقة النظار الأقدمين ..... ). يوجد البعض من الكتاب في الخزائن المغربية، وفقد معظمه.
ثم حاول بعض المتأخرين تلافي النقص الحاصل من فقدان كتب الأئمة الكبار القائمة على الاستدلال فكتب الشيخ8 - محمد المدني بلحسني شرحا للمختصر الخليلي وآخر للمشد المعين بالدليل.
والشيخ أحمد بن المختار الجكني الشنقيطي شرحا للمختصر سماه – مواهب الجليل من أدلة خليل- طبع في أربعة مجلدات.1 والشيخ محمد الشيباني الشنقيطي له شرح مدلل لمنظومة تدريب السالك إلى أقرب المسالك، صدر منه عدة أجزاء
وللشيخ محمد الداه الموريتاني شرح على الرسالة بالدليل اسمه –الفتح الرباني- مطبوع.
والشيخ محمد الولاتي الحوضي له كتاب –منبع العلم والتقى – أتى فيه على كل مسألة بدليلها من الكتاب والسنة على مذهب الإمام مالك، وشرحه في كتاب سماه العروة الوثقى.
أخي العزيز هذا ما جمعته لك من خلال محاضرات ودراسات الدكتور عمر الجيدى-رحمه الله- عن مذهب الإمام مالك. أرجو من الله أن تكون مفيدة لنا في حسن دراسة المذهب المالكي.
ملاحظة: أخونا –العزيز- المرجو منك أن تعيد النظر جيدا فيما كتبته –في موقعك الذي أحلتنا إليه- حول الإمام مالك وانتشار المذهب المالكي، فأهل الحديث عرفوا بالدقة والإنصاف فيما يكتبون.
ثم قولك في المداخلة: ...... والإمام مالك نفسه لم يكن يهتم بهذا –وتعنى بذلك ذكر الأدلة والمناظرة- فيه مجازفة كبيرة –حفظك الله- وخاصة في مسألة الاهتمام بالدليل، فماذا تسمى عمله في الموطأ – رعاك الله-.
إضافة سريعة: كتاب يوسف الفندلاوي المتوفى 543هطبع بالمغرب في خمسة مجلدات.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[17 - 05 - 04, 11:42 م]ـ
الأخ محمد رشيد: السلام عليكم ورحمة الله.
¥